أقمار المشتري

أليس مونرو ت. 1450 هجري
106

أقمار المشتري

تصانيف

قال دوجلاس وهو يهز رأسه نافيا: «حسدا منهم على الثورة الجنسية.» ثم أضاف ناظرا باتجاهي: «على أية حال، ظننت أن الأمر انتهى. ألم ينته بعد؟»

قلت: «على حد علمي.»

قالت جولي: «هذا ليس إنصافا؛ فهو لم يحدث من الأساس. لا، حقا. ليتني كنت أصغر سنا. أعني ولدت في حقبة زمنية لاحقة. لماذا لا نكون صرحاء بشأن الموضوع؟» شعرت أن هناك شيئا من العناد والإغراء في حديثها - إغراء طفولي الطابع - لكنه مع ذلك لم يبد عبثا، فقد بدا في هذه اللحظة ضروريا. ورد فعلها جعلني أشعر بالتوتر خوفا عليها. كنا نحتسي زجاجة النبيذ الثانية، وكانت قد شربت كمية تفوق ما شربته أنا أو دوجلاس.

قالت: «حسنا، أعرف أن الأمر غريب؛ فلقد أتيحت لي الفرصة مرتين في حياتي، لكن في الحالتين انتهى الأمر نهاية غير طبيعية. أعني غريبة جدا؛ لذا، أعتقد أن كلتيهما ليستا مقدرتين لي . لا، لا أعني إرادة الرب.»

قلت: «أوه يا جولي.»

قالت: «أنتما لا تعرفان القصة كاملة.»

ظننت أنها شربت حتى الثمالة فعلا، وأنني ينبغي علي فعل ما في استطاعتي للحفاظ على الطابع المرح للحوار، فقلت: «بلى أعرف. قابلت طالبا في قسم الطب النفسي بينما كنت تلقين بالكعك في البحر.»

شعرت بالسعادة عندما ضحك دوجلاس.

فسألها دوجلاس: «أحقا فعلت؟ هل كنت تلقين بكعكك في البحر؟ هل كان بشعا إلى هذا الحد؟»

أجابت جولي بأسلوبها المصطنع الساخر اللاذع: «كان لذيذا جدا، ومزخرفا جدا. كعك سانت أونر. ذلك الكعك العملاق. كان مغطى بكريمة وكستارد وزبدة اسكتلندية. لا، السبب الذي كان يدعوني لإلقائه في البحر ...» وبادرتني بالحديث قائلة: «وأعتقد أنني قلت لك ذلك من قبل، هو أنني كنت أعاني من مشكلة سرية آنذاك. كانت لدي مشكلة خاصة بالطعام. كنت حديثة الزواج، وكنا نعيش في فانكوفر بالقرب من شاطئ كيتسيلانو. وكنت من الذين يأكلون بنهم ثم يصابون بإسهال شديد. وقد كنت معتادة وقتئذ على أن أعد فطائر الكريمة وأتناولها الواحدة تلو الأخرى، أو أصنع حلوى الفدج وألتهم مقدار مقلاة كاملة منها، ثم أتناول المستردة وأحتسي الماء كي أتقيأ، أو جرعات مهولة من الملح الإنجليزي لتقيؤ الحلوى. كان أمرا بشعا؛ ذلك الشعور بالذنب. كنت أشعر بأنني مسيرة. لا بد أن هذه الحالة كانت لها علاقة بالجنس. يزعمون الآن أن ثمة علاقة بينهما، أليس كذلك؟

صفحة غير معروفة