عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
130

عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن

الناشر

دار اللواء للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

والاستكبار والاختيال الموجود في العباد كله مناف لدين الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه، وكلا النوعين يتضمن من تعظيم الخلق وجعلهم أندادًا لله ومن التفريط في جنب الله وتضييع حقوقه لما هو من أعظم الجهل والظلم. وأصل هذه المقالات توجد في مقالات المشركين ومن دخل في الشرك من الصابئين وأهل الكتاب وهو في الغالية من هذه الأمة كغالية الرافضة وغالية المتصوفة ونحو هؤلاء، وأما الدقيق منه فهو كثير كما قال تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦]، لاسيما شرك العمل والحال وإن لم يكن العبد مشركًا في مقاله وما يفترون بذلك من الخيلاء والكبر. وأما قول من يقول إن العالم نفسه هو وجود الله وأن الإنسان هو مظهر ذات الله الأكمل ففيما تقدم كفاية في بطلان قول من حمل الحديث على مجرد كون الإنسان مخلوقًا على صورة الله التي هي العالم وبطلان كونه خليفة عن الله. وأما ما يختص به هؤلاء من الرد عليهم وبيان كفرهم وضلالهم فهو مذكور في غير هذا الموضع، بل على أصلهم يمتنع أن يكون آدم مخلوقًا على صورة الله، إذ على أصلهم ليس في الوجود شيئان أحدهما خالق والآخر مخلوق، بل الخالق هو المخلوق عندهم. وأيضًا فإنه قال: «لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته» فنهى عن تقبيح الوجه لكون آدم مخلوقًا على صورة الله، وعندهم أن وجود كل موجود هو عين وجود الرب وكل تقبيح ولعن وشتم وذم في العالم فهو واقع على الرب عندهم كما يقع عليه كل مدح ودعاء، وهو عندهم الداعي والمدعو له والمصلي والمصلى له واللاعن والملعون والشاتم

1 / 125