خبأت لك هذا» «١» . وذكر النسائي في كتاب الأسماء والكنى أن مخرمة قال للنبيّ ﷺ: أين نصيبي من الثياب التي قسمت؟ قال له النبيّ ﷺ: «هذا قباء خبأته لك يا أبا صفوان» . فأخذه وقال:
وصلتك رحم «٢» .
«حكم رسول الله ﷺ» فيما أهدى إليه معاهد أو حربي
وفي كتاب ابن سحنون: أن النبيّ ﷺ قبل الهدية من أبي سفيان، ومن أهل الذمّة ومن دحية، ومن المقوقس، والأكيدر، وأهدى إلى بعضهم. ولم يقبل هدية عياض المجاشعي، وكانت هدية المقوقس: مارية أم إبراهيم، وسيرين وبغلة شهباء وحمارا، فاتخذ مارية لنفسه، وأمسك البغلة والحمار حتى مات عنهما. وجاء بالهدية من عند المقوقس ملك الأسكندرية:
حاطب بن أبي بلتعة كان رسول الله ﷺ أرسله إليه سنة ست ويقال: كانت الهدية ثلاث جوار:
وهب واحدة لجهم بن حذيفة واسمها طرفا، وأعطى سيرين لحسان بن ثابت فولد له منها عبد الرحمن وكانت أخت مارية.
وفي كتاب مسلم: أن فروة بن نفاثة الجذامي أهدى لرسول الله ﷺ بغلة بيضاء وركبها يوم حنين «٣» . قال سحنون: وإذا أهدى ملك الروم هدية إلى الإمام فلا بأس بقبولها وتكون له خاصة. وقال الأوزاعي: تكون للمسلمين ويكافئه بثمنها من بيت المال. قال سحنون: وليس عليه أن يكافئه.
قال سحنون: والرسول إلى الطاغية يجاز بجائزة فهي له دون المسلمين ولا خمس في ذلك، وإذا جاء رسول من الطاغية لا ينبغي لأمير المؤمنين أن يجازيه بشيء إلا أن يرى لذلك وجها يرى فيه صلاح للمسلمين فيجتهد. وفي البخاري: أهدى ملك أيلة للنبيّ ﷺ بغلة بيضاء، وكساه رسول الله ﷺ بردة وكتب له ببحيرة، وفي حديث آخر وكتب له ببحيرتهم، وذلك في غزوة تبوك «٤» . وقال عمرو بن الحارث: ما ترك النبيّ ﷺ إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقه «٥» . قالت عائشة: وترك درعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير «٦» . وفي البخاري
_________
(١) رواه البخاري (٣١٢٧) من حديث عبد الله بن أبي مليكة ﵁.
(٢) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (ج/ ٩) (٢٥٦٣٧) من حديث المسور بن مخرمة. وقال: رواه ابن عساكر في التاريخ.
(٣) رواه مسلم رقم (١٧٧٥) في الجهاد. باب غزوة حنين. من حديث العباس ﵁.
(٤) رواه البخاري تعليقا رقم باب (٢٨) باب قبول الهدية من المشركين- وقال: قال أبو هريرة عن النبي ﷺ. وقال أبو حميد: أهدى ملك إيلة للنبي ﷺ بغلة بيضاء فكساه بردا.
(٥) رواه البخاري (٢٨٧٣) و(٤٤٦١) من حديث عمرو بن الحارث ﵁.
(٦) رواه البخاري (٢٩١٦)، ومسلم (١٦٠٣)، والنسائي (٧/ ٢٨٨) من حديث عائشة ﵂.
1 / 50