أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
88

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ أظهر الْأَقْوَال وَإِن كنت لَا أَقُول بِهِ وَلَا أختاره مَا تظاهرت عَلَيْهِ الْآي وَالْأَخْبَار والفضلاء الأخيار أَن الله سُبْحَانَهُ على عَرْشه كَمَا أخبر فِي كِتَابه بِلَا كَيفَ بَائِن من جَمِيع خلقه هَذَا جملَة مَذْهَب السّلف الصَّالح انْتهى وَالْعجب من الْقُرْطُبِيّ حَيْثُ يَقُول وَإِن كنت لَا أَقُول بِهِ وَلَا أختاره وَلَعَلَّه خشِي من تَحْرِيف الحسدة فَدفع وهمهم بذلك وَبِهَذَا قَالَ جمَاعَة من الْحَنَابِلَة لَكِن قَالُوا اسْتَوَى على الْوَجْه الَّذِي يسْتَحقّهُ لذاته مِمَّا لَا يُشَارِكهُ فِيهِ الْمُحدث وَلَا يشابهه وَلَا يماثله وَلَا يدل على إِثْبَات كمية وَلَا صفة كَيْفيَّة بل على الْوَجْه الَّذِي يسْتَحقّهُ الله لنَفسِهِ قَالُوا وَإِلَى هَذَا الْإِشَارَة فِي حَدِيث أم سَلمَة ﵂ الإستواء مَعْلُوم والكيف مَجْهُول وَالْإِيمَان بِهِ وَاجِب وَالسُّؤَال عِنْد بِدعَة والبحث عَنهُ كفر وَرَضي الله تَعَالَى عَن مَالك بن أنس حَيْثُ قَالَ أوكلما جَاءَنَا رجل أجدل من رجل تركنَا مَا جَاءَ بِهِ جِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد ﷺ لجدل هَؤُلَاءِ وكل من هَؤُلَاءِ مخصوم بِمثل مَا خصم بِهِ الآخر فَلم يبْق إِلَّا الرُّجُوع لما قَالَه الله وَرَسُوله وَالتَّسْلِيم لَهما تَنْبِيه قَالَ الْكَمَال بن الْهمام الْحَنَفِيّ بعد أَن تكلم على

1 / 132