أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات
محقق
شعيب الأرناؤوط
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
الْحق ثمَّ الْحق الَّذِي يجب اعْتِقَاده لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ وَلَا يدلون عَلَيْهِ
وَاحْتَجُّوا أَيْضا على أَنه فِي جِهَة الْعُلُوّ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي طبع الله عَلَيْهِ أهل الْفطْرَة الْعَقْلِيَّة السليمة من الْأَوَّلين والآخرين الَّذين يَقُولُونَ إِنَّه فَوق الْعَالم إِذْ الْعلم بذلك فطري عَقْلِي ضَرُورِيّ لَا يتَوَقَّف على سمع
قَالُوا وَلم يُقَال قَائِل يَا ألله إِلَّا وجد من قلبه ضَرُورَة بِطَلَب الْعُلُوّ بِحَيْثُ لَا يُمكن دفع هَذِه الضَّرُورَة عَن الْقُلُوب وَلَا يلْتَفت الدَّاعِي يمنة وَلَا يسرة
وَأما الْعلم بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ اسْتَوَى على الْعَرْش بعد أَن خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام فَهَذَا سَمْعِي علم من جِهَة إِخْبَار الْأَنْبِيَاء ﵈ حَتَّى قَالَ الشَّيْخ عبد القادر الجيلي قدس سره فِي كِتَابه الغنية وَهُوَ تَعَالَى بِجِهَة الْعُلُوّ مستو على الْعَرْش محتو على الْملك مُحِيط علمه بالأشياء ﴿إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ﴾ فاطر ١٠ ﴿يدبر الْأَمر من السَّمَاء إِلَى الأَرْض ثمَّ يعرج إِلَيْهِ﴾ الْآيَة السَّجْدَة ٥ وَلَا يجوز وَصفه بِأَنَّهُ فِي مَكَان بل يُقَال إِنَّه على الْعَرْش كَمَا قَالَ ﴿الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى﴾ طه ٥ من غير تَأْوِيل وَكَونه على الْعَرْش فِي كل كتاب أنزل على كل نَبِي أرسل بِلَا كَيفَ انْتهى
1 / 86