أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

مرعي الكرمي ت. 1033 هجري
23

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

محقق

شعيب الأرناؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

قَالَ أَصْحَابنَا أسلم الطّرق التَّسْلِيم فَمَا سلم دين من لم يسلم لله وَرَسُوله وَيرد علم مَا اشْتبهَ إِلَى عالمه وَمن أَرَادَ علم مَا يمْتَنع علمه وَلم يقنع بِالتَّسْلِيمِ فهمه حجبه مرامه عَن خَالص التَّوْحِيد وصافي الْمعرفَة وَالْإِيمَان والتعمق فِي الْفِكر ذَرِيعَة الخذلان وَسلم الحرمان والإسراف فِي الْجِدَال يُوجب عَدَاوَة الرِّجَال إِذا علمت هَذَا فَهَذَا أَوَان الشُّرُوع فِي المُرَاد بعون الله تَعَالَى اعْلَم أيدني الله وَإِيَّاك بِروح مِنْهُ أَن من الْمُتَشَابه صِفَات الله تَعَالَى فَإِنَّهُ يتَعَذَّر الْوُقُوف على تَحْقِيق مَعَانِيهَا والإحاطة بهَا بل على تَحْقِيق الرّوح وَالْعقل القائمين بالإنسان وَأهل الْإِسْلَام قد اتَّفقُوا على إِثْبَات مَا أثْبته الله لنَفسِهِ من أَوْصَافه الَّتِي نطق بهَا الْقُرْآن من نَحْو سميع وبصير وَعَلِيم وقدير ونافي ذَلِك كَافِر لِأَنَّهُ مكذب لصريح الْقُرْآن وَاخْتلفُوا فِي المشتقات مِنْهَا فَقَالَت الْمُعْتَزلَة وَمن وافقهم إِنَّه تَعَالَى عليم بِذَاتِهِ بَصِير بِذَاتِهِ سميع بِذَاتِهِ لَا بِعلم وَسمع وبصر وَهَكَذَا بَقِيَّة الصِّفَات قد ثبتوا الْمُشْتَقّ بِدُونِ الْمُشْتَقّ مِنْهُ فِرَارًا من تعدد القدماء مَعَ الله تَعَالَى محتجين بِمَا يطول تَقْرِيره قائلين لَا يخبر عَنهُ تَعَالَى بِمَا يخبر بِهِ عَن شَيْء من خلقه إِلَّا أَن يَأْتِي نَص بِشَيْء من ذَلِك فَيُوقف عِنْده وَمَا لَا فَلَا وَلِأَن هَذِه الصِّفَات أَعْرَاض وَالْعرض لَا يقوم إِلَّا بجوهر متحيز وكل متحيز فجسم مركب أَو جَوْهَر فَرد وَمن قَالَ ذَلِك فَهُوَ مشبه لِأَن الْأَجْسَام متماثلة

1 / 67