أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات
محقق
شعيب الأرناؤوط
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
قَالَ وَإِذا عرفت هَذَا عرفت أَن الْوُقُوف على قَوْله ﴿وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله﴾ وَوَصله بقوله ﴿والراسخون فِي الْعلم﴾ جائزان وَأَن لكل وَاحِد مِنْهُمَا وَجها حَسْبَمَا دلّ عَلَيْهِ التَّفْصِيل الْمُتَقَدّم
وَقَالَ أَيْضا والمتشابه من جِهَة الْمَعْنى أَوْصَاف الله تَعَالَى وأوصاف الْقِيَامَة فَإِن تِلْكَ الصِّفَات لَا تتَصَوَّر لنا إِذْ كَانَ لَا يحصل فِي نفوسنا صُورَة مَا لم نحسه أَو لَيْسَ من جنسه انْتهى
وَهُوَ كَلَام فِي غَايَة الْحسن وَالتَّحْقِيق
وَاخْتلفُوا هَل يجوز الْخَوْض فِي الْمُتَشَابه على قَوْلَيْنِ
مَذْهَب السّلف وَإِلَيْهِ ذهب الْحَنَابِلَة وَكثير من الْمُحَقِّقين عدم الْخَوْض خُصُوصا فِي مسَائِل الْأَسْمَاء وَالصِّفَات فَإِنَّهُ ظن وَالظَّن يُخطئ ويصيب فَيكون من بَاب القَوْل على الله بِلَا علم وَهُوَ مَحْظُور ويمتنعون من التَّعْيِين خشيَة الْإِلْحَاد فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَلِهَذَا قَالُوا وَالسُّؤَال عَنهُ بِدعَة فَإِنَّهُ لم يعْهَد من الصَّحَابَة التَّصَرُّف فِي أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاته بالظنون وَحَيْثُ عمِلُوا بالظنون فَإِنَّمَا عمِلُوا بهَا فِي تفاصيل الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة لَا فِي المعتقدات الإيمانية
وروى الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت تَلا رَسُول الله ﷺ هَذِه الْآيَة ﴿هُوَ الَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب﴾
1 / 55