92

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

الناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

تصانيف

الفصل الأول
وفيه مبحثان:
الأول: الداعية وأهميته
الداعية: هو الركن المهم في هذه العناصر، والمحور الأساس في الدعوة إلى الله تعالى، ومقامُه مقامٌ بالغُ الأهمية والخطورة، فهو ينوب عن الأنبياء في تبليغ أعظم رسالة في الوجود، من أعظم مرسل لها، لأعظم أمر وجد له الإنسان، فكيف لا يكون شأنه عظيمًا، ومكانتُه رفيعة.
وتأتي أهمية الداعية من كونه أسوةٌ للمدعوين، لأن كثيرًا من المدعوين يتأثرون بالأفعال أكثر من تأثرهم بالأقوال، وكثيرًا منهم يرى أكثر مما يسمع.
لذلك كان الله لا ينزل رسالته إلا على أفضل البشر، صدقًا وخلقًا ولا يختار لها إلا خيرة خلقه، تضحية وفهمًا.
قال تعالى: ﴿وَرَبّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ ..﴾ الآية. [القصص: ٦٨]
أي: يختار من الأزمنة ما يشاء ..، ومن الأمكنة ما يشاء .. ومن البشر من يشاء.
وقال تعالى: ﴿اللهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النّاسِ ..﴾ الآية. [الحج: ٧٥]
والاصطفاء في اللغة يعني: الاختيار، ولا يكون الاختيار إلا للأفضل (١).

(١) راجع مادة (اختار) في القواميس.

1 / 94