منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر
الناشر
جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
تصانيف
ولأهمية هذا الحدث، نسوق وقائعه من القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رّزْقِ رَبّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيّبَةٌ وَرَبّ غَفُورٌ* فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدّلْنَاهُمْ بِجَنّاتِهِمْ جَنّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَئٍ مّن سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجْزِى إِلاّ الْكَفُورَ﴾. (١) [سبأ: ١٥ - ١٧]
وكذلك لما عاين فرعون الحق حين الموت، ونطق بكلمة الإيمان، ردّها الله عليه لما كان منه من الفساد من قبل.
قال سبحانه: ﴿آلانَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾. [يونس: ٩١]
وقد يكون العقابُ من الله مكرًا باستدراجهم، ومدهم بالمال والقوة: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلى لَهُمْ إِنّ كَيْدِى مَتِينٌ﴾ [القلم: ٤٤، ٤٥]، [الأعراف: ١٨٣]
(١) معاني بعض مفردات الآيات، سبأ: قبيلة مشهورة باليمن كانت قد بنت سدًا عظيمًا (سد مأرب). آية: عبرة وعظة. فأعرضوا: أي تركوا العمل بدين الله بعدما أنعم عليهم، وسهل لهم الحياة. سيل العرم: المياه التي دمرت السد. بدلناهم: أي لما أعرضوا عاقبهم الله بتبديل النعم من بساتين، وثمار طيبة بثمار سيئة، وهي الخَمْط ... والأثل و... أُكل خمط: ثمر مرُّ حامض لا يستساغ. الأثل: شجر ينبت ثمرًا لا يؤكل. السدر: شجر ينبت ثمرًا ولكن حجمه كالعنب، وطعمه قريبًا من التفاح الفج، يسمى في بعض البلدان بالعبري والنبق. [راجع: معاني كلمات القرآن]
1 / 82