244

منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر

الناشر

جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

تصانيف

الأول: (حديث وفد ثقيف)، عن وهب قال: سألت جابرًا عن شأن ثقيف إذ بايعت، قال: اشترطت على النبي ﷺ أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي ﷺ بعد ذلك يقول: «سيتصدقون، ويجاهدون إذا أسلموا». (١)
وعن نصر بن عاصم عن رجل منهم: أنه أتى النبي ﷺ، فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين فقبل ذلك منه (٢).
الثاني: كان أبو حذيفة ﵁ قد تبنى سالمًا قبل تحريم التبني، فلما نزلت آية الحجاب كبر على أبي حذيفة دخوله على زوجته، وصعب عليه مفارقته، فأفتاهم الرسول ﷺ بإرضاعه.
فعن عائشة ﵄ قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي ﷺ فقالت يا رسول الله: إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم، (وهو حليفه) فقال النبي ﷺ: «أرضعيه» قالت: وكيف أرضعه؟ وهو رجل كبير، فتبسم رسول الله ﷺ وقال: «قد علمت أنه رجل كبير» (٣).
ففي هذين الحدثين، دليل واضح على بقاء حكم التدرج، لمن دخل في الإسلام، وبعد ثبوت الأحكام في الدين، فإن المسألة لا تتعلق بأصل

(١) رواه أحمد (٣/ ٣٤١)، وأبو داود (٣٠٢٥)، والبيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٣٠٦)، وانظر الصحيحة للشيخ الألباني ﵀ (١٨٨٨).
(٢) رواه أحمد (٥/ ٢٤، ٢٥، ٣٦٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٩٤١)، وأبو نعيم كما في أسد الغابة (٦/ ٤٤٦) قلت: واسناده صحيح، رجاله ثقات، والرجل المبهم شيخ نصر صحابي، وجهالة الصحابي لا تضر.
(٣) رواه مسلم (١٤٥٣)

1 / 246