الأنظار السديدة في الفوائد المفيدة
تصانيف
قلت: وأيضا سمى الله تعالى الصلاة إيمانا، كما في قوله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم } [البقرة: 143] وهو الصلاة إلى البيت المقدس.
هذا وقد وردت السنة بما يطابق هذه الآيات في الدلالة على ما ذهبت إليه الزيدية في حقيقة الإيمان، من ذلك ما رواه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان )).
وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((الإيمان بضع وسبعون بابا : أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها رفع الأذى عن الطريق)).
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } [الفتح: 4] قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة أن لا إله إلا الله، فلما صدق به المؤمنون زادهم الصلاة، فلما صدقوا به زادهم الزكاة، فلما صدقوا به زادهم الحج، فلما صدقوا به زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم دينهم، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم }[المائدة:3].
قلت: وإكمال الدين يكون ببيان شرائع الإسلام، وشعب الإيمان على التمام.
وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، قيل: يا رسول الله كيف يصنع إذا وقع شيء من ذلك؟ قال: ((إن راجع التوبة راجعه الإيمان ومن لم يتب لم يكن مؤمنا)).
صفحة ٥