أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

عبد الحق بن سبعين المرسي‏ ت. 669 هجري
120

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

تصانيف

الذاكر لله على الحقيقة لو هم أن يحيي الموتى لفعل بإذن الله تعالى، ومسح يده على عليل بين يديه فبرأ وقام.

وكان الشيخ مفرج الدماميلي عبدا حبشيا اصطفاه الله تعالى، ولما تكاثرت كراماته أحضرت عنده فراخ مشوية، قال لها: طيري، فطارت أحياء بإذن الله تعالى.

ومن المشهور ما روي سندا في كتاب «مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني» (قدس سره) من خمسة طرق عن جماعة من الشيوخ الأجلاء قالوا:

جاءت إليه امرأة بولدها، وقالت له: إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك ، وقد خرجت من حقي فيه لله سبحانه وتعالى ولك، فقبله الشيخ، وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق، فدخلت أمه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر، ووجدته يأكل قرصا من شعير، فدخلت على الشيخ، فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها، فقالت: يا سيدي، تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير. فوضع يده على تلك العظام، وقال: قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم، فقامت دجاجة سوية، وصاحت، فقال الشيخ: إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء.

قالوا: ومرت على مجلسه حدأة طائرة في يوم شديد الريح، فصاحت، فشوشت على الحاضرين، فقال: يا ريح، خذي رأس هذه الحدأة، فوقعت لوقتها في ناحية ورأسها في ناحية، فنزل الشيخ من الكرسي، وأخذها في يديه وأمر يده الأخرى عليها، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم فحييت وطارت والناس يشاهدون ذلك.

قلت: فإحياء الله تعالى الموتى كرامة لهم، فهو وإن كان عظيما فهو جائز كما قدمنا عن الأئمة أن ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي بشرط ألا يدعي النبوة.

النوع الثاني: كلام الموتى:

قال اليافعي: أخبرني بعض الشيوخ الصالحين من أهل اليمين عن الفقيه إسماعيل الحضرمي أنه مر يوما على مقبرة ومعه ناس كثيرون، فبكى بكاء شديدا ثم ضحك في

صفحة ١٨٧