لبن والروايات في هذا المعنى كثيرة جدا ورواها ابن النابغة عمر ابن العاص لأهل الشام قبل وقوع صفين فلما حضر الوقت صار بين ذي الكلاع الحميري وبين ابن العاص وعمار كلام كثير ذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج في أخبار صفين وغيره وذكر أن ذا الكلاع قتل في اليوم الذي قتل فيه عمار بن ياسر (رض) ولو لم يقتل في ذلك لمال بأهل الشام إلى أمير المؤمنين (ع) لأنه رئيسهم والمطاع فيهم وهو الذي جد بهم لمعاوية وبئس الخاتمة والعقبى له ولهم.
أقول وهذا يدلك يقينا أن قريشا المتقدمين منهم والمتأخرين اجتهدوا في إطفاء فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وإخفاء مناقبه وستر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله فيما استفاض من رواياتهم بل تواتر من طرقهم فيه من قوله صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيثما دار في الروايات الصحيحة في يوم الغدير المتواترة من عدة طرق حتى أفردت فيه الكتب والرسائل بل وفي ذكر رواته في مجلدات كثيرة وفي طرق منها كما في الصواعق المحرقة لابن حجر من كنت وليه فعلي وليه، وقوله (صلى الله عليه وآله يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " ع " إلا أنه لا نبي بعدي وقوله " ص " في واقعة خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله عليه يعرض بقوله " ص " كرار غير فرار إلى من تقدم بالراية وفر يجبن أصحابه ويجبنونه فجئ بعلي إليه وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه.
وحديث الطائر المستوي ذكره جملة من أساطين القوم ومحدثيهم وهو قوله صلى الله عليه وآله اللهم آتيني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر المشوي فأتاه علي (ع) فأكل معه وقوله " ص " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من
صفحة ٢٣