قال شيخنا الشهيد الثاني في شرحها ممزوجا بها وكل أرض أسلم عليها طوعا كالمدينة المشرفة والبحرين وأطراف اليمن فهي لهم على الخصوص يتصرفون فيها كيف شاؤوا وليس عليهم فيها سوى الزكاة مع اجتماع الشرائط انتهى:
وقال في الأنفال من الخمس في الكتاب المذكور ممزوجا بكلام الشارح المزبور ونقل الإمام (ع) الذي يريد به من قبيلة ومنه يسمى نفلا أرض انجلى عنها أهلها وتركوها أو أسلمت للمسلمين طوعا من غير قتال كبلاد البحرين انتهى المقصود من كلامهما زيد في الجنان عالي مقامهما وهو وإن كان الحكم الثاني مخالفا للأول إلا أن الظاهر وهو الذي عليه المعول إنما هو الأول. يدل على الثاني ما رواه الشيخ في التهذيب في الموثق عن سماعة بن مهران قال سألته عن الأنفال إلى أن قال ومنها البحرين لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وربما يجمع بين الحكمين بما لا تنافي بينهما في البين ببعض الوجوه ولسنا بصدد تحقيقه وناهيك بها من فضيلة جليلة ومكرمة نبيلة وذكر ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد في ذكر الوفود على رسول الله صلى الله عليه وآله ووفد عليه وفد عبد القيس من أهل هجر فقال صلى الله عليه وآله لهم مرحبا بوفد قوم لا خزايا ولا نادمين وهجر هذه بلاد البحرين كما قدمنا الكلام عليها وهي التي عناها أبو اليقظان عمار بن ياسر الصحابي البدري (رض) بقوله في صفين يشير به إلى الفئة الباغية معاوية وأهل الشام (والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل) والمراد بسعفات هجر نخلها كنا عنه بأظهر الأفراد مجازا وذكر هجر مبالغة في الامعان في البعد فإن صفين من قرى المغرب وهجر من قرى المشرق وعمار هذا هو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله عمار جلدة بين عيني وقال صلى الله عليه وآله في المستفيض بين الخاصة والعامة بروايات كثيرة منها ويح بن سمية تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وقال له يا عمار ستقتلك الفئة الباغية ويكون آخر زادك من الدنيا ضياحا من
صفحة ٢٢