(قلت) رحم الله أهل ذلك الزمان وتغمدنا وإياهم بالرحمة والرضوان، وجمعنا وإياهم في غرفات الجنان، بحق محمد وآله الطاهرين الأعيان وصلى الله عليه وعليهم في كل آن، فمن هؤلاء وأضرابهم سميت البحرين ببلاد المؤمنين والإيمان، واشتهرت بذلك في كل مكان، وبحق صدق رؤيا العالم الجليل الأسعد الشيخ حسين بن عبد الصمد، والد شيخنا البهائي عليهما الرحمة والرضوان، وإلا ففي هذه الأوقات والأزمان، غلب على من فيها الجهل والعصيان لفقد العلماء العاملين والصلحاء الورعين، وتوطن فيها الأجانب، ولعبت بأهلها أيدي النوائب، وتبدلت من أهلها الأحوال بغصب الأملاك ونهب الأموال وشردوا في كل مكان وعمروا أكثر البلدان فإنا لله وإنا إليه راجعون، وكان العبد الفقير إلى ربه العليم القدير صاحب هذا الكتاب ممن رمته مناجيق العباد وقذفته تلك البلاد فخرج من البحرين بعد وفاة والده المقدس في سفره لمكة المشرفة بعد قضاء الحج ومهاجرته لزيارة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين فمات في الطريق في المنزل المعروف برابغ مع جملة من صلحاء البحرين وعلمائها منهم العالم الصالح الشيخ صالح والد شيخنا العلامة أفاض الله عليهم شآبيب اللطف والكرامة بعد الواقعة العظيمة والمصيبة الجسيمة التي نهبت فيها الأموال، وقتل فيها حاكمها علي بن خليفة مع بعض الرجال، إلى بلاد القطيف مع الوالدة المرحومة تغمدها الله برحمته وأحلها دار كرامته وكان عمري إذ ذاك أحد عشر سنة أو اثنى عشر سنة، وكان المرحوم المبرور حذين الولدان والحور شيخنا واستاذنا العلامة الثقة الصالح الرباني الشيخ أحمد ابن العالم العابد الصالح الشيخ صالح البحراني تغمده الله وإيانا بالكرامة والحبور وآمنه وإيانا يوم العرض والنشور من كل عذاب
صفحة ٥٣