بلادنا بلاد القديم إلى أن توفي بها لثمان خلون من ربيع الأول سنة 984 ه أربع وثمانين وتسعمائة من الهجرة عن ستة وستين وشهرين وسبعة أيام ودفن في مقبرة البلاد المعروفة بمقبرة الشيخ راشد شمالا من المسجد وقد زرت قبره مرارا ودعوت الله عنده وعلى قبره صخرة مكتوب عليها اسمه واسم أبيه وبلاده وتاريخ وفاته ضاعف الله حسناته، هذا وابنه الشيخ بهاء الملة والدين الشيخ محمد شيخ الإسلام بديار العجم بإلزام من الشاه عباس الصفوي (ره) وقد رثى أباه المذكور بقصيدة فريدة أشار فيها إلى كثير مما ذكرناه بإيرادها لأن كتابنا هذا كتاب أدب وكمال واعتبار وأمثال نذكر فيه الشئ أولا بالذات وثانيا بالعرض قال رحمه الله يرثي أباه المذكور تغمدهما الله وإيانا بالكرامة والحبور:
قف بالطلول وسلها أين سلماها * ورو من جرع الأجفان جرعاها وردد الطرف في أكناف ساحتها * وأرج الروح من أرواح أرجاها فإن يفتك من الأطلال مخبرها * فلا يفوتك مرآها ورياها ربوع فضل تباهي التبر تربتها * ودار أنس تحاكي الدر حصباها عدا على جيرة حلوا بساحتها * صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها بدور تم غمام الموت جللها * شموس فضل سحاب الترب غشاها فالمجد يبكي عليها جازعا أسفا * والدين يندبها والفضل ينعاها يا حبذا زمن في حبهم سلفت * ما كان أقصرها عمرا وأحلاها أوقات أنس قضيناها فما ذكرت * إلا وقطع قلب الصب ذكراها يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى منكم واها رعيا لليلات وصل بالحمى سلفت * سقيا لأيامنا بالخيف سقياها
صفحة ٤٦