والسداد، ونالوا خير الدنيا والمعاد، وامتثلوا أوامر الرسول صلى الله عليه وآله حين تفرقت الآراء وتمسكوا بالعروة الوثقى في الأخذ بوصيته لعترته وذريته حين تبددت الأهواء فهم وأمثالهم الناجون والمؤمنون الفائزون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ثبتنا الله وإخواننا على ولايتهم ومودتهم وحشرنا معهم في زمرتهم ورزقنا الجنة برحمته وفضله وشفاعتهم إنه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير.
ومن فضائلها إنها أول جمعة أقيمت بعد المدينة المنورة فيها في زمن الرسول كما رواه شيخ الطائفة في التهذيب عن أن أول جمعة أقيمت بعد المدينة في جواثا (1) في بني عبد القيس قرية عظيمة هي قاعدة هجر وهي الأحساء وفي القاموس قرية في البحرين وكانت في الزمن القديم مدينة الأحساء ثم خربها الرمل وأخبرني بعض المترددين إليها من أهل هجر أنه وصل إليها ثلاث مرات خير وأنه قد ظهر مسجدها الأعظم بعد مفارقة الرمل عنه وبعض آثارها وفيه وفيها آثار قديمة عظيمة وهي الآن نائية عن العمران بمقدار ثلاثة أو أربعة فراسخ معروفة عند أهل ذلك المكان وهذه فضيلة عظيمة وكرامة لأهلها جسيمة لامتثال أهلها بأعظم فرض من فروض الدين وإقامته فيها قبل أكثر بلاد المسلمين.
ومن فضائلها كثرة بناء المساجد وتعميرها فيها ونشر شعائر الإسلام والإيمان في جميع نواحيها وقد قال الله تعالى (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) وهو أمر معلوم بالوجدان لا ينكره من رآها بالعيان وله عينان، وقد روي في عدة أخبار عن النبي المختار صلى الله عليه وآله الأطهار
صفحة ٣٩