العقوبة بالمجرم من حيث لا يشعر فهو أخص من مطلق الجزاء، لأنه عقوبة على وجه مخصوص، فالمكر من الله تعالى تدبير لرد كيد الكائد في نحره، وإنزال العقوبة به من حيث لا يشعر، ومجازاته بجنس عمله ونيته. هذا ومما يجب أن يعلم أنه لا يطلق على الله تعالى اسم ماكر استنباطًا من الآية، حاشا لله، بل يقال إن الله تعالى هو خير الماكرين، والله يمكر بالكافرين والمنافقين، فيقف القائل عند حدود ما ورد في النصوص مقيدًا، حتى لا يكون موهمًا بنسبة شيء إلى الله تعالى مما لم يرد.
المثال التاسع: صفحة "٢٩٧" من سورة الرعد الآية رقم "٩" في قوله تعالى: ﴿الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ .
قال المصنف: "المتعال على خلقه بالقهر".