131

النكت على شرح النووي على صحيح مسلم

الناشر

دار المقتبس

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٨ - ٢٠١٧ م

مكان النشر

سوريا

تصانيف

يحدِّث: أنه خاصم رجلًا من الأنصار قد شهد بدرًا …» (^١).
ومعلوم انتفاء النفاق عمن شهد بدرًا، كما دلت عليه أحاديث عدة منها: حديث «لعلّ الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم» (^٢).
أيضًا جاء عند الترمذيّ: «فغضب الأنصاريّ، فقال: يا رسول الله» (^٣)، ولم يكن غير المسلمين يخاطبونه ﷺ، بقولهم: يا رسول الله.
لذلك تعقَّب بعض الأئمة نفي الصحبة عن هذا الرجل، منهم العلامة فضل الله التُّوربشتي (^٤)، فقال: «قد اجترأ جمعٌ بنسبة هذا الرجل إلى النِّفاق وهو باطلٌ، إذ كونه أنصاريًا وصف مدْح، والسَّلَف احترزوا أن يطلقوا على من اتهم بالنفاق الأنصاري، فالأولى أن يقال: هذا قول أزلَّه الشَّيطان فيه عند الغضب، ولا يستبعد من البشر الابتلاء بأمثال ذلك» (^٥) انتهى.

(^١) «صحيح البخاري»، كتاب الصلح، باب إذا أشار الإمام بالصلح (٣/ ١٨٧) (حديث: ٢٧٠٨).
(^٢) أخرجه البخاري في «صحيحه»، كتاب الجهاد والسير، باب في الجاسوس (٤/ ٥٩)، (حديث: ٣٠٠٧)، ومسلم في «صحيحه»، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر (٤/ ١٩٤١)، (حديث: ٢٤٩٤).
(^٣) «سنن الترمذي»، أبواب الأحكام، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء (٣/ ٣٦)، (حديث: ١٣٦٣)، وإسناده حسن.
(^٤) توفي في حدود: ٦٦٠ هـ. انظر ترجمته في: «طبقات الشافعية الكبرى» للسبكي (٨/ ٣٤٩)، (الترجمة: رقم ١٢٤٥).
(^٥) نقله عنه الحافظ العيني في «عمدة القاري» (١٢/ ٢٠١).

1 / 144