وأخرجه الحافظ الدمشقي عن علي عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرين لم سميت فاطمة) قال علي عليه السلام([67]) يا رسول الله لما سميت فاطمة قال: (لأن الله فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة) وفي مناقب العلامة محمد بن سليمان الكوفي رحمه الله ثنا أحمد بن عبدان قال ثنا سهل([68]) بن سفير قال ثنا موسى بن عبد ربه قال: سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله لما سميت فاطمة فاطمة؟ قال: ((لأن الله فطمها وذريتها عن النار)).
وأخرج أبو سعد والملا في سيرته عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((سألت ربي أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطاني ذلك)).
قلت: وهذا معنى العصمة لأنهم لا يحرمون على النار قطعا إلا وهم معصومون.
فإن قلت: كيف جعلت معنى هذا الحديث العصمة؟
قلت: لأن إخباره صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم لا يدخلون النار إخبار بالعصمة وأنهم لايخرجون عن الحق مجاز من إطلاق السبب الذي هو عدم دخولهم النار على السبب الذي هو عدم ارتكاب المعاصي.
فإن قلت: ما القرينة على هذا المجاز؟
قلت: القرينة قطعية وهي آيات الوعيد([69]).
فإن قلت: هل قرينة أخرى؟
قلت: نعم وهي أنه جعل الحكم ذيلا لقوله: (إن فاطمة أحصنت فرجها) قرينة تنبه أيضا على أنها لم تحرم على النار إلا لعصمتها فكذا ذريتها.
وتنبه أيضا على أن طهارة الماء موجبة لطهارة ما تفرع منه وإن كانت الطهارة الأولى من السفاح والثانية من المعاصي القباح فالمناسبة ظاهرة.
صفحة ٢٣