لا يرد موجودًا، ولا يتكلف مفقودًا ويتبع قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (١).
فأمر بالأكل والشكر، فمن حرم الطيبات عليه وامتنع من أكلها بدون سبب شرعي، فهو مذموم مبتدع داخل في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (٢)، ومن أكلها بدون الشكر الواجب فيها مذموم، قال تعالى: ﴿* ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ (٣) أي شكر النعيم.
وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال: "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر"، وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: "إن الله ليرضى عن العبد بأن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها".
وكذلك الإسراف في الأكل مذموم وهو مجاوزة الحد.
ومن أكل بنية الاستعانة على عبادة كان مأجورًا على ذلك، وكذلك ما ينفقه على أهل بيته، كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: "نفقة المسلم على أهله يحتسبها صدقة" وقال لسعد: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددت بها درجة
_________
(١) سورة البقرة، الآية: ١٧٢.
(٢) سورة المائدة، الآية: ٨٧.
(٣) سورة التكاثر، الآية: ٨.
1 / 36