وجاء دور التصحيح، فذهب التلاميذ واحدا بعد واحد إلى منصة الأستاذ، فجعل لا يلتفت إليهم إلا قليلا، ولا يشتمهم على عادته في كل تصحيح؛ لأنه على ما يظهر كان يدخر «الشتيمة» كلها لتلميذ واحد، هو ذلك التلميذ الخبيث. - أهذه «ميم» تكتب يا ابني يا ابن ال ...؟!
قالها قبل أن يضع التلميذ كراسته أمامه ... فنظر التلميذ الخبيث إلى أستاذه متجاهلا، وهو يسأل: «أي ميم يا أفندي؟! إنني لم أكتب ميما!»
وكانت الكراسة قد استوت أمام الشيخ فنظر فيها، فرأى أن الخبيث قد تخطى الصفحة إلى التي بعدها عن عمد أو سهو ...
فلم يسكت الشيخ بل راح ينطلق في شتمه لهذا السبب الجديد، وقال له: «وتتخطى الصفحة أيضا يا ابني يا ابن ال ...»
ثم ضحك على الرغم منه ...
فنجا الخبيث بهذه الضحكة من العقاب، ومن سخرة الطحين في كل خميس ...
رحمهم الله جميعا، وأطال بقاء الأحياء منهم ...
إنهم كانوا أساتذة نافعين: نافعين بما علمونا من دروس، ونافعين بما علمونا من أطوار بني آدم، ونافعين بما قصدوه وما لم يقصدوه ... (2) ثلاثة أشياء جعلتني كاتبا
إنني أومن بكلمات التشجيع التي يتلقاها الناشئ في مطلع حياته ممن يثق بهم ويعتز برأيهم، فيمضي إلى وجهته على يقين من النجاح.
وأومن بالظروف وفعلها في تمهيد أسباب النجاح، وتيسير البدء في طريقه، ثم المثابرة عليه إلى غاياته القريبة والبعيدة.
صفحة غير معروفة