111

فهل كنت مع هذا من محبي الرياضة البدنية؟

كلا ... بل كنت أغيب عن حصتها عمدا، وأعلم أن جزاء الغياب حبس ساعات ...

وهذا هو الذي عنيته حين قلت فيما تقدم: إنني ذهبت في التمرد إلى النقيضين، وأعود فأسأل نفسي وأسأل القارئ أيضا: هل هما نقيضان حقا؟ وهل السباحة التي نهواها «كالجمباز» الذي نساق إليه على الرغم منا ونهدد بالعقاب لنقبل عليه مكرهين؟

من جهة، هما نقيضان ...

ومن غير هذه الجهة لا تناقض بين هوى السباحة، وكراهة الجمباز المفروض بالإكراه، فقد يكون الذنب على الطريقة لا على الجمباز ...

ولكنني بعد هذه السنين الطوال أقول: إنني أود لو عدت طالبا لأمسح «تمردي» في صفحة واحدة هي صفحة الألعاب الرياضية، فقد تعبت كثيرا من جراء كراهتها وإهمالها، ولو أنني أعطيتها جانبا من الوقت إلى جانب الأوقات التي أخذها المعري وشركاؤه لاسترحت في بدني من بعض المتاعب ولعلي أكفر - من حيث لا أشعر - عن خطيئتي في حقها بما كتبته وكررته عن فضائلها وحقوق أبطالها، فهي في رأيي أحد الترياقين الموصوفين لكل أمة تشكو الخمول وتطلب السلامة والقوة، والترياق الآخر هو الفن الجميل ...

لو عدت طالبا ...

ولماذا أعود طالبا؟ ... إن كانت العودة للتكفير عن خطيئة الألعاب الرياضية، فالصلح معها على طريقتنا المختارة يغنينا عن مشوار الرجوع كل تلك السنين ... •••

كلا ... لا أحب أن أعود؛ لأن الحاضر خير من الماضي فيما أرى، وبخاصة حين نعود إليه. وإنما يحلو الماضي حين ننظر إليه بأعيننا الحاضرة ...

فلننظر بها قانعين إلى ما بين أيدينا من السنين ... (3) فلسفتي في الحب

صفحة غير معروفة