يقترب منه الحلو لأداء اللعبة.
يزأر.
يصبح لنظرة الرجل تشتت غريب لم يعهد.
ولو كان الأسد يعرف الاستنكار لاستنكر أن يحدث هذا.
فما حدث بالنسبة إليه شيء لا يصدق، إذا كان الأسد يعرف ما يصدق وما لا يصدق.
للأسف هو لا يعرف إلا لغة واحدة يتفاهم بها مع الكون والأشياء والحيوانات والناس من حوله، ومع الرجل حتى ذلك الرجل. لغة لا تحتوي إلا كلمة واحدة. كلمة لا وجود لها إلا في لغتنا نحن، ولكن الكلمة التي إذا جاءته من الرجل، أحس أنه أصغر وأضأل وأضعف وأجبن وأن عليه أن يرضخ. نفس الكلمة التي إذا رآها في عين الرجل أحس أنه هو الأقوى والأعظم والملك، وأن عليه أن يفتك.
لا. لم يكن يريد عض الحلو أو قتله.
ربما أراد أن يتأكد.
ربما أراد أن يستفز الرجل ليقرأ في عينيه نفس النظرة، الكلمة التي تعود إذا رآها أن يركع ويخضع.
أراد تماما كما يفعل المدرب حين يستفز الأسد برمحه ليزأر ليخيف المتفرجين كي يزدادوا تقديرا لبطولته، أراد أن يستفز محمد الحلو بانقضاضه أو بمخالبه أو بأنيابه، لينتفض له، مرة أخرى، ذلك الرجل الذي تعود أن يجبن أمامه.
صفحة غير معروفة