84

فأزحت الملعقة التي كانت في يد منيرة وقلت: إنها أول قصة.

فصاح: مستحيل، أهذه أول قصة؟

وأخرج الأوراق من جيبه وجعل ينظر فيها.

ولم أرض أن أشرب شيئا بعد ذلك من المرقة، فحملت منيرة الصينية وخرجت بها فقلت لعبد الحميد: أظنك تجاملني.

فقال في هدوء: لو أردت المجاملة لما أرسلتها إلى بريد الأحرار.

فصحت: بريد الأحرار؟

وعاودني السعال الشديد فصاحت أمي: يا ابني، لا تجهد نفسك! ومع كل ألمي من السعال كان قلبي يهتز فرحا وزهوا.

وقلت في صوت خافت: أتظن الجريدة تنشرها؟

فقال عبد الحميد مبتسما: أظنه ينشرها من أجل عنوانها على الأقل.

وأخذت أتذكر العنوان فلم أذكره وقلت: لست أذكر عنوانها.

صفحة غير معروفة