135

وصاح بصاحب الحانة بلسان معوج: ماذا عندك يا منولي؟ ما لك واقفا هكذا كاللوح؟ ألا تعرف من هذا؟ أشرف رجل في دمنهور وأحسن كاتب في الدنيا.

واتجه نحوي قائلا: تفضل يا سيد بك، تفضل وإن كنت لا أستحق أن تجلس معي، أنا وغد، أنا حشرة، أنا دون يا سيد بك، لك الحق في أن تغضب علي وأن تقول إني نذل ووغد وحشرة، قل لي ما تريد في وجهي فأنا أستحق.

هات الكرسي يا خواجة، نظفه؛ لأنه قذر مثلك ومثلي، ها ها ها، يا منولي يا خواجة الأنذال، يا خواجة الرعاع.

وجاء منولي بكرسي ومسحه بفوطته ونظر إلي مستفهما.

فجلست وقلت له: لا أريد شيئا.

فصاح حمادة: أقسم بالله أن تشرب شيئا، لا بد أن تشرب، بشرفي، ها ها ها، أليس عندك غير هذا الروم الزفت يا منولي؟

ورفع الكأس فأفرغ ما فيها، وخبط بها على المنضدة.

وذهب الخواجة فانتهزت الفرصة قائلا: اسمع يا حمادة، أحب أن تسير معي قليلا.

فقام يتطوح معي واتجهت به إلى شاطئ الترعة الخالي وقلت له في الطريق: أحب أن تقول لي الحق عن هذه القصة.

ما هي حكاية السيد أحمد جلال؟

صفحة غير معروفة