ضري؛ أي: تعود وتجرأ، وهو فصيح إلا أنه من باب رضي. ومعنى ما يحرزوش منها: لا يحذر منها. والمراد هنا: لا يبالي بها. يضرب لمن صفق وجهه لتعوده الفضيحة فأصبح لا يبالي بها. «اللي عاوز تحيره خيره»
العاوز هنا: المريد للأمر؛ أي: الذي تريد أن توقعه في الحيرة والارتباك خيره بين شيئين فأكثر ليختار واحدا لنفسه؛ لأن النفوس طماحة، فإذا ترك لها الخيار حارت فيما تختار. ومن أمثال العرب في ذلك: «قتل ما نفس مخيرها.» و«ما» زائدة. «اللي عطاك يعطينا يا بابا»
يريدون بالبابا هنا: الشيخ المسن من الأتراك. ومعناها في التركية الأب؛ أي: لا تشمخ علينا بغناك أيها الشيخ التركي، فإن الذي أعطاك وأغناك قادر على أن يساوينا بك، وأما الجنس فلا فخر فيه وكلنا عبيد الله. يضرب للمتكبر المفاخر بغناه وجنسه. «اللي على البر عوام»
أي: الذي لم ينزل الماء في حكم السابح الماهر وإن لم يكن به؛ لأنه لا يخشى الغرق ما دام في البر، أو: من كان في البر له أن يدعي المهارة في السباحة، فلا سبيل إلى تكذيبه ما لم يسبح، فهو على هذا قريب من قول القائل:
وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا «اللي على الجبين تراه العيون»
الأصح في الجبين (فتح أوله)، وهم يكسرونه كقاعدتهم في أكثر ما جاء على فعيل. والمراد ما كتب على الجبين؛ أي: الجبهة؛ أي: ما قدره الله على شخص تراه عيناه؛ أي: يقع له. ويروى: «المكتوب على الجبين تراه العيون.» وانظر: «المكتوب ما منوش مهروب.» «اللي على جرابه عوام»
يريدون بالجراب هنا: الشكوة التي تنفخ ويعام عليها، وهو في معنى قولهم: «اللي على البر عوام.» وقد نظمه الشيخ محمد النجار الشهير المتوفى سنة 1329م في قوله من زجل في شكوى الأيام:
48
الدهر من طبعه غدار
صفحة غير معروفة