19 «جوزوا زقزوق لظريفه»
المراد: «وافق شن طبقة.» وانظر: «جوزوا مشكاح ...» إلخ. وانظر في الألف: «اتلم زأرود على ظريفة.» «جوزوا الشحاته تنغني حطت لقمه في الطاقه وقالت: يا ستي حسنه»
جوزوا: زوجوا. والشحاتة: السائلة، وحطت: وضعت. والست: السيدة. والحسنة: ما يعطى للفقير؛ أي: زوجوا السائلة ليغنيها زوجها عن السؤال فلم تقنع بل أخفت ما تأكله وأظهرت العوز، وأخذت تسأل كعادتها. يضرب في صعوبة الإقلاع عن العادات الدنيئة ولو زال ما يلجئ إليها، وفي أن الغنى غنى النفس، وفي معناه: «غنوها ما تغنت، قالت: يا ستي قرقوشه.» وسيأتي في الغين. «جوزوا مشكاح لريمه، ما على الاتنين قيمه»
مشكاح (بكسر فسكون): يريدون به اسم رجل. وريمة (بكسر فسكون ففتح): اسم امرأة، والمراد بهما شخصان وضيعان لا قيمة لهما. والعامة تقول لمن لا يظهر عليه رونق العظمة: فلان ما عليه قيمة. يضرب للوضيعين يجتمعان فيتفقان. وهو مثل قديم عند العامة رواه الأبشيهي بلفظه في «المستطرف».
20
وفي معناه قولهم: «جوزوا زقزوق لظريفة.» وانظر في الألف: «اتلم زأرود على ظريفة.» ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «وافق شن طبقة»، وله قصة رواها الميداني في مجمع الأمثال يعلم منها أن شنا رجل وطبقة امرأة تزوجها لتوافقهما، وأن المثل يضرب للمتوافقين، ثم قال: «قال الأصمعي: هم قوم كان لهم وعاء من أدم فتشنن فجعلوا له طبقا فوافقه، فقيل: «وافق شن طبقه.» وهكذا رواه أبو عبيدة في كتابه وفسره.» ثم روى عن ابن الكلبي قولا آخر خلاصته أن طبقة قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فوقع بها شن بن أفصى فانتصف منها وأصابت منه، فصار مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها. قال الشاعر:
لقيت شن إيادا بالقنا
طبقا وافق شن طبقه
وزاد المتأخرون فيه: «وافقه فاعتنقه.» انتهى. قلنا: يريد قول الشاعر:
وافق شن طبقه
صفحة غير معروفة