الصواب في البرطيل (كسر أوله)، وهو الرشوة، والمقصود بالشيخ: الولي المتصرف؛ أي: البرطيل يحل المشكلات ويصرف الأمور كالشيخ الواصل إذا التجأ إليه ملتجئ، وليس المراد مدح الرشوة والحث عليها، بل بيان تأثيرها في بعض النفوس. ومن أمثال العرب في هذا المعنى: «عراضة توري الزناد الكائل.» والعراضة: الهدية. والزناد الكائل: الكابي. يضرب في تأثير الرشا عند انغلاق المراد. وفي كتاب «الآداب» لجعفر بن شمس الخلافة: «من قدم هدية نال أمنيته.»
4
والظاهر أنه من أمثال المولدين. وانظر في الألف «ارشوا تشفوا.» «البركه تحت الفلكه»
ويروى: «الفلك» بدل الفلكة، وهو جمعها ولا سجع فيه على هذا. والمراد: بالفلكة (محركة): حديدة مستديرة كالهالة مثقوبة الوسط، حادة الطرف، يجمع بين عدد منها بعود يدخل في ثقوبها، ثم تجعل تحت النورج فيسير بها على القت لدرسه في البيدر؛ أي: انظر غلتك حتى تدرس ولا تقلق من قلتها عند الحصد؛ فإن البركة تظهر في البيدر. «البركه في كتر الأيادي»
لأن الناس إذا تعاونوا على أمر تيسر إتمامه. يضرب في مدح المعاونة والتكاتف. وانظر: «إيد على إيد تساعد.» والعرب تقول في أمثالها: «لا يعجز القوم إذا تعاونوا.» وهو من الأمثال التي أوردها الهمذاني في كتابه.
5 «البركه في اللمه»
أي: في الاجتماع والائتلاف؛ ففيهما الخير الكثير. «بركه يا جامع اللي جت منك ما جت مني»
أصله أن رجلا كان يفضل الصلاة في داره، وليم على ذلك؛ فتكلف الذهاب إلى المسجد فوجده مغلقا. والمعنى: هذه بركة أشكر الله عليها تبرئني من وصمة التقصير وتدفع عني الملام، وقد بلغت بها ما أطلب. يضربه أحد المتهاجرين أو المتخاصمين إذا تسبب الآخر فيما يوجب المقاطعة أو الخصومة. ويزيد بعضهم في أوله لتوضيح معناه: «مصلي لقي الجامع مقفول، قال: بركة ...» إلخ. «البرميل الفارغ يرن»
وقد يزيدون في أخره لفظ: «كتير»؛ أي: كثيرا. والبرميل (بفتح فسكون فكسر): وعاء كبير من الخشب للسوائل كالماء والزيت. ومعنى المثل: الإناء الفارغ إذا نقرته رن. والمراد: لا يجعجع بالدعوى إلا العاطل، وهو في معنى قولهم: «ما يفرقعش إلا الصفيح الفاضي.» وسيأتي في الميم . ومثله قولهم: «الإبريق المليان ما يلقلقش.» وقد تقدم في الألف. «البساط أحمدي»
يضرب في طرح التكلف والاحتشام بين الحاضرين. والصواب في البساط (كسر أوله)، والعامة تضمه. والأحمدي نسبة إلى السيد «أحمد البدوي» صاحب المقام المعروف بطنطا. وأصل المثل على ما يذكرون في كتب مناقبه أنه كان له بساط صغير على قدر جلوسه يسع من أرادوا الجلوس معه ولو كانوا ألفا. قال الشيخ علي الحلبي الشافعي في «النصيحة العلوية في بيان حسن طريقة السادة الأحمدية»:
صفحة غير معروفة