الأمثال من الكتاب والسنة
محقق
د. السيد الجميلي
الناشر
دار ابن زيدون / دار أسامة-بيروت
مكان النشر
دمشق
وَعلم الصِّفَات وَعلم الْأَسْمَاء فَهِيَ مَكْتُوبَة لَا يكَاد صَاحبهَا يُمَيّز وَلَا يعبر عَنْهَا فَإِذا عقل وَاسْتعْمل عقله وتبحر ظَهرت الْأَنْوَار فِي الصَّدْر وانكشف الغطاء وحيي الْقلب وَعمل بذكاوة الْحيَاء فجددته وَعمل بحلاوة الْحبّ فَأخذ بِمَجَامِع قلبه وسبته حَتَّى صَار أَسِير الْحبّ وعملت أثقال الرأفة فضغطت الْقلب وعصرته وعملت أمطار الرَّحْمَة فلينت الْقلب وسكنت شعوثته واغتراره وعملت أَنَفَة الْحيَاء فقبضته وفترته وَعمل الْجُود فِيهِ فوسعه وَأعْتقهُ من رق النَّفس
فَهَذِهِ معرفَة قد انكشفت الصرة عَمَّا فِيهَا من هَذِه الْأَسْمَاء الَّتِي وصفتها فاستقام الْقلب بِمَا أبْصر فُؤَاده فِي هَذَا الصَّدْر من هَذِه الْأَسْمَاء فَاسْتعْمل بِالْمَعْرُوفِ الْمَوْصُوف فلهَا عَن كل شَيْء سواهُ فَأَحبهُ صدقا وخافه صدقا ورجاه صدقا واستحيا مِنْهُ صدقا ورعى حُقُوقه من تِلْكَ الرأفة صدقا فَمَا ظَنك بِهِ مَاذَا يظْهر على جوارحه من الْأَعْمَال السّنيَّة
تَغْطِيَة الشَّهَوَات
وَآخر وضعت فِيهِ هَذِه الْمعرفَة فَجَاءَت الشَّهَوَات فغطتها وَلم يسْتَعْمل صَاحبهَا الْعقل وَلم يتبحر فِي ذَلِك فَاسْتعْمل الشَّهَوَات
1 / 98