أسماء الأشخاص اللاعبين
الفصل الأول
الفصل الثاني
أسماء الأشخاص اللاعبين
الفصل الأول
الفصل الثاني
الأميرة الإسكندرانية
الأميرة الإسكندرانية
تأليف
يعقوب صنوع
صفحة غير معروفة
أسماء الأشخاص اللاعبين
الخواجة إبراهيم:
تاجر.
الست مريم:
زوجته.
الست عديلة:
بنته.
كارولينا:
كماريرا.
الخواجة خرلمبو:
صفحة غير معروفة
طبيب.
الخواجة لسان تور:
أمير فرنساوي.
فكتور:
عشيق عديلة.
حسانين:
خدام مصري.
هذه الكوميدية حدثت منذ مدة في سكندرية.
الفصل الأول
الملعب الأول (ديوان بباب مدخل، وما بين الجهتين مفروش من أعظم المفروشات، ومنظوم بكراسي جميلة وسفرة في وسطه في بيت الخواجة إبراهيم.)
صفحة غير معروفة
المنظر الأول (كارولينا وحسانين)
كارولينا (وهي تنظف الكراسي ولم تشعر دخول حسانين، فتقول) :
شوجل كتير في البيت دا، لكن كواجة يكول النهار دا يجي واخد كدام جديد.
حسانين (ينظر كارولينا ويقول في سره) :
ما شا الله، يا دهوتي على جمال دي البنت، دا إيه دا! شيء يجنن، يارب تكون عشقتني زي ما عشقتها. يخي إنت مجنون يا واد؟ بالله رايحه تعشق فيك إيه وانتا مسخة؟ يعني لو كان ربنا خلقني سنيور ببرنوطة من اللي يبقوا زي البلاصي على الراس كان يجرى إيه في الدنيا؟ كنت أقول لها: سنيورة، بونو بونو. وهي ترد علي بحسها الجميل وتقول لي: كرسي كرسي. يا محلا دي الكلمة. هس، أهي رايحة تبص لنا. يا سلام، دول عيون دول ولا إيه؟ الله أكبر.
كارولينا (تلتفت وتقول) :
هيا إنتي الكدام الجديدة؟
حسانين :
هو أنا يا روحي.
كارولينا :
صفحة غير معروفة
عاوز تروخي فين؟
حسانين :
أروح؟ أروح إزاي وأفوتك؟ ليه؟ أنا أكلت بعقلي حلاوة؟ أنا باقول لك يا روحي، يعني روحي اللي في بطني. فهمتي؟
كارولينا :
أنا روخي؟ أنا موش تروخي؛ أنا في شجل هنا.
حسانين :
دي تلطميس ما تعرف الجمعة من الخميس.
كارولينا :
إنتي اسمه كميس؟
حسانين :
صفحة غير معروفة
يا غرامي هوا أنا عبد؟ أنا اسمي حسانين ياختي.
كارولينا :
ها خسانين دا اسم كويس كتير.
حسانين :
يا فرحتي، أديني عجبتها.
كارولينا :
إنتي كنتي في بيوت قبلا من هنا؟
حسانين (في نفسه) :
دي بتقول إيه؟ (إلى كارولينا)
ما تفسري، بيوض يعني إيه؟
صفحة غير معروفة
كارولينا :
إنتي موش عارف أنا أكلم إيه؟ أنا كلمت إنت كنت في بيت ناس تاني؟
حسانين :
أمال إيه؟ كنت في بيوت كتير.
كارولينا :
طيب ودلوقتي إنتا يعوز إيه من أنا؟
حسانين :
أعوز إيه؟ أعوز أشاهدك.
كارولينا :
روحي اكنسي أوضة بتاع سفرة.
صفحة غير معروفة
حسانين :
ما عجبهاش الكلام، ما يجيش منه يا ولد (ثم يخرج) .
المنظر الثاني (كارولينا فقط)
كارولينا (في نفسها) :
الكدامة دي مجنون، إذا كان هو فيه راس هوا يعملوا هنا جنيهات زي أنا، معلوم، أنا في واخد سنة في سكندرية دي. أنا جيت موش كمسة فضة في جيبو أنا، ودلوكت أنا فيه. فيه من جنيهات صفرات إنجليزي. أنا عملتو دول موش بخاجات بطالات، لا، أنا بنت طيب. أنا يمشي دوجري. هنا في البيت دي الكواجات اللي يجو كل ليلة يلعبوا وركات، واللي يكسبوا يدي شويا فرنكات للكماريرا، وكمان في الكواجة يوسف، هو يخب الست الصجيرة ويديني مكتوبات على شانها، وهيا كمان تديني مكتوبات على شان هوا، والمكتوبات دول موش بلاش دول بفلوس. والله مسكين الخواجة يوسف، هو عاوز يتجوز الست الزجيرة، والكواجة الكبير موش تكول لا، بس المدام - كبة تشيلو - موش عاوز يسمع الكلام دي. هيا عايز واخد فرنساوي، باشا كبير. والله هي مجنون. هس الكواجة يجي.
المنظر الثالث (الخواجة إبراهيم والمذكورة)
إبراهيم (إلى كارولينا) :
صباح الخير يا بنتي.
كارولينا :
يزيد صباخك يا سيدي.
صفحة غير معروفة
إبراهيم :
الست صحيت من النوم؟
كارولينا :
لع يا سيدي الوكت بدري. إنتي عاوز أنا أكوم هيا؟
إبراهيم :
معلوم، الوقت راح صرنا الظهر. روحي صحيها وقولي لها إني أريد أكلمها.
كارولينا :
طيب يا سيدي. حاضر يا كواجة (تخرج) .
المنظر الرابع (إبراهيم فقط)
إبراهيم (يجلس على كرسي يتنهد يقول) :
صفحة غير معروفة
ياما الإنسان يتأسف لما يتفكر في أحوال الدنيا. أهو أنا كنت رجل على قدر حالي، تاجر صغير، ألحس سني وأبات مهني. رزق يوم بيوم والنصيب على الله. وكنت مبسوط أربعة وعشرين قيراط. وفي وقتها زوجتي كانت ما تنظرشي إلا لأشغال بيتها. لا تحب الخروج ولا الدخول زي النسوان الآخرين. وكانت مهنياني. أما تعالى لدلوقت اللي ربنا فتح علينا بأبواب الفرج وصرت غني وتاجر عظيم وشهير، احتاطت بي جميع الهموم، والسبب في ذلك تكون مراتي؛ لأنها صارت تقلد المدامات إياهم، وكل صيفية ما يصحش إلا تروح باريز تتنطط وتتعاجب كأنها ست صغيرة. وإذا قلت لها: السنة دي ما أقدرش أروح معاكي لكثرة الأشغال فتوجد لها ألف من يروح معها، فألتزم أروح معها وإلا أشوف وأسمع ما أكره وأصير من عايلة التيوس. آه يا سوء بختي، ربنا يلطف. وأما عيشتي أنا مثل الزفت وأحسن. من صباحات ربنا أنزل على البنك. وبينما أكون أنا في مجادلات ومنازعات مع تجار وسماسرة وما أشبه ذلك، وحضرة الست تستقبل زيارة جملة جدعان نماردة، لا لهم شغلة ولا مشغلة إلا بيت يشيلهم وبيت يحطهم. يضحكوا على واحدة، ويسلبوا عقل التانية، وأحيانا يتقاتلوا على الست من دول من غير ما يعلم بشيء المسكين زوجها. وفي الحال الناس تحكي في حقه وفي سيرتها، وتكبر العبارة ولو كان أصولها حاجة هزيان. وأما بعد الظهر الست في لزوم تخرج تشم هوا بعربية لوحدها؛ لأني إذا أردت أروح معها تكركب لي الدنيا وتقول بأعلا حسها: الموضة مهياش كدا؛ الست لازم تخرج لوحدها؛ لأن إذا خرجت مع زوجها يقولوا عليها الستات الآخرين: دي مالهاش كفاليير يتبعها على حصان! يخي الله يلعن الكفاليير والحصان والفسحة وساعة ما صرنا أغنيا. أنا والله أحسد الرجالة اللي نسوانهم ما يعرفوش الموضة والآلافرنكه.
المنظر الخامس (الست مريم والمذكورين)
مريم (تدخل من الباب الشمال وتقول) :
يعني يحل من الله إنك تصحينا بدري كدا؟ يعني تكسب من الأذية دي كتير؟ معناها لطيف جنابك؟
إبراهيم :
نعم يا ستي؟ بتقولي إيه؟ بقا الوقت بدري ونحن صرنا تقريبا الظهر؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. مقبول يا ستي.
مريم :
ما تقولش ستي؛ اتعلم لك كلمتين فرنساوي على آخر الزمن وقول مادام. فهمت؟
إبراهيم :
طيب يا مدام، بقا أنا بدي أخبر جنابك يا مدام إن الحوايج الذي وصيتيني عليهم في باريز أهم جاءوا بالسلامة.
صفحة غير معروفة
مريم :
بعد إيه يا موسيو؟ معالهش بقا ما عندكش أخبار غير دي؟
إبراهيم :
لا يا ستي، لا يا مدام.
مريم :
الحمد لله لإني ظنيت إن عندك جواب من الواد يوسف وبدك توريهوني. أنا باستعجب إزاي تجاسر ويطلب يتزوج عديلة؟! والله إنه ما يختشي لأنه قطعة واد كاتب لا هناك ولا هنا، وقال بده يناسب تجار عظام زينا، آدي اللي بده يضرب راسه بالقباقيب العالية. وإنت يا مسيو ماتعرفش مقام نفسك؟ إنت كفاليير مجيريه؛ يعني بقيت أمير، إنتا حماية قنصل فرانسا، بقيت أفرنكي، عندك ملايين فرنكات، يعني بقيت باشة البانكييرات، وتريد توطي نفسك وتاخد لبنتك واد كاتب يقرف؟ إخص!
إبراهيم :
يقرف؟ أيوا تعرفي منين إنه يقرف وإنتي ما شفتهش إلا مرة واحدة ودقيقتين بس؟
مريم :
يعني إنتا اللي شوفته غير المرة دكها؟
صفحة غير معروفة
إبراهيم :
لا، لكن أنا بعرفه؛ لأن سمعت كل الناس بتمدح فيه وتشكره، وغير دا عديلة تحبه زي عينيها.
مريم :
تحبه؟ دا إنتا بيبان لك كدة، دلوقت تشوف لما أوريها الجوابات اللي وصلتني الصبحية.
إبراهيم :
جوابات إيه يا مدام؟
مريم :
دا موش شغلك.
إبراهيم (يتنهد) :
معلوم، ما هو أنا قاعد هنا زي قواره.
صفحة غير معروفة
مريم :
معالهش، النوبة دي رايحة أرحم عليك وأقولك السيرة إيه.
إبراهيم :
يبقا فضل منك يا مدام.
مريم :
إنتا فاكر الكونت لسانتور اللي تعارفنا به في باريز؟
إبراهيم :
فاكره، الراجل الاختيار إياه.
مريم :
اختيار أما لطيف.
صفحة غير معروفة
إبراهيم :
أيوا، دا كان دايما ما يفارقكيش مطرح ما تروحي. (في سره)
الله يلعنه، دا كان عجوز وناقص.
مريم :
تعرفش ابنه؟
إبراهيم :
لا؛ لأنه كان بوقتها في بيلاد الإنجليز، وإنتي كمان ما شفتهش.
مريم :
صحيح لكن أبوه قال لي إنه شاب ظريف.
إبراهيم :
صفحة غير معروفة
طيب إيش دخل الشاب دا في الجوابات اللي بتحكي عنهم؟
مريم :
أعرف إن الكفاليير فيكتور - لأن اسمه كدة - بقاله كام يوم هنا.
إبراهيم :
الحمد لله بسلامته.
مريم :
وليلة إمبارح شافنا في التياترو، ونظرنا نظرة وقعت في قلبه ألف حسرة.
إبراهيم :
إزاي؟ الشاب عشقك إنتي؟ (في نفسه)
دا يبقا أعما على الكلام دا.
صفحة غير معروفة
مريم :
لا موش أنا، دي عديلة اللي عجبته قوي.
إبراهيم :
على كل حال طيب، ولما عجبته؟
مريم :
بعت لي الصبح جوابين، جواب من أبوه بيوصيني عليه، وجواب منه طالب القرب منا في عديلة. تقول إيه في النسب دا؟ دي قرابة تشرف؛ لأن أبوه كونه يعني تقريبا في درجة باشا، وهو بالضرورة يحصل درجة بيك، موش زي يوسف بتاعك اللي ما يسواش نص.
إبراهيم :
طيب وريني الجوابات أقراهم.
مريم :
رح تفهم منهم إيه؟ دول بالفرنساوي. يا لله قوم ادخل أوضتك والبس زي الناس اللي خلقها ربنا، وما تنساش تحط نيشانك على صدرك على شان ما يشوف إننا أمره زيه، موش ناس كلشي انكان.
صفحة غير معروفة
إبراهيم :
طيب يا مدام، سمعا وطاعة. (يخرجوا الاثنين كل واحد من باب.)
المنظر السادس (عديلة لوحدها)
عديلة (تدخل من الباب الوسطاني وتقول) :
آه، ماليش بخت، ربنا رزقني بأم قلبها زي الحجر، ما ينفعش معها لا بكا ولا دموع؛ لما وقعت في عرضها بإنها تسمح أتجوز يوسف اللي أحبه، نطت زي الغراب وقالت لي: يوسف دا إيه؟ يقولوا عليه مين في العظمات؟ ما تستحيش تحبي واد مش من مقامك؟ قومي اتهندزي ويالله بنا على التياترو. فأنا التزمت أطاوعها، لكن ربنا يعلم بقلبي. مسكين يا يوسف، يا ترى قدر إيه انقهرت لما سمعت إن ما فيش عشم في محبتنا؟ لكن ما تخافش، والله القلب ما يعشق غيرك، أنا أفوت الدنيا على شانك. من صبر نال (تغني) :
صبري فرغ يا جميل
حبك تلف حالي ... ... إلخ
المنظر السابع (كارولينا والمذكورة)
كارولينا (تدخل وفي يدها جواب) :
مدموازيل، الكواجة يوسف إديت أنا واخدة مكتوب على شان إنتا.
صفحة غير معروفة
عديلة :
هاتيه هنا.
كارولينا :
كدي يا ستي (تعطيها الجواب) .
عديلة (تقرؤه سرا وبعد ذلك تقول) :
يا روحي، قدر إيه بيحبني، هو ميت في هوايا. (تقرأ باقي الجواب في سرها وتقول)
والله إن شورته جميلة، إذا صحت تبقا عناية من الله. وأما إذا لحظوا الجماعة! يخي الله لا يقدر، ربنا يستر.
كارولينا :
المسيو والمدام يجي هنا.
عديلة (تخبي الجواب في عبها) :
صفحة غير معروفة
طيب روحي ما تكلميش حد.
كارولينا :
موش تكافي يا ستي (تخرج) .
المنظر الثامن (إبراهيم ومريم والمذكورة)
إبراهيم (إلى عديلة) :
صباح الخير يا بنتي.
عديلة :
يسعد صباحك يا بابا.
مريم (إلى إبراهيم) :
نقطنا بسكاتك.
صفحة غير معروفة
إبراهيم (في نفسه) :
هنا الضربة والكتمة.
مريم (إلى عديلة) :
بون جور مافيليه.
عديلة (إلى مريم) :
بون جور ما مير.
إبراهيم (في نفسه) :
يعني ما يصحش إلا تتكلم فرنساوي! إحنا اللي تايه منا نص العربي.
مريم (تعطي عديلة الجوابين) :
اقري دول يا عيوني وشوفي أي عريس نقيت لك. لا شك إنه يعجبك؛ دا شاب لطيف ظريف جميل عاقل وفصيح.
صفحة غير معروفة