الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

قليني فهمي ت. 1373 هجري
64

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

تصانيف

فإذا عملوا لفض هذه الخلافات أو تلطيفها وحصرها في أضيق الدوائر، وجعلوا هدفهم الوحيد هو المصلحة العامة والمنفعة القومية، أصبحت جامعة قوية، ورابطة متينة، لا ينفذ إليها الغير. وإذا تحقق ذلك بين أبناء كل أمة من الأمم العربية، ثم بينها وبين بعضها والبعض الآخر أمكن كذلك أن توجد رابطة أغنم من الرابطة العربية، تتألف منها عصبة أمم شرقية تساهم فيها أمم الشرق الأدنى.

الشرق والغرب

وكان رحمه الله يؤثر الشرق دائما، ويعتز بتقاليده على الرغم من أنه أتم دروسه في سويسرا، وسافر في شبابه إلى إنجلترا وفرنسا، وساح في كثير من مدن أوروبا، وعكف على خدمة الإسلام والعرب وتركيا ومصر والسودان. وكان يقول: «الشرق شرق والغرب غرب.»

وهو قول يؤيده التاريخ والواقع والماضي والحاضر.

وكان يقول: «إن الغرب عمل في الماضي بسياسة فرق تسد، ولكن الحرب الحاضرة ستغير هذه السياسة، وستتغلب الدعوة إلى التعاون والتضامن في سبيل الإنسانية على كل ما سواها.»

الاستقلال الاجتماعي

وقال لي سموه عن النهضة المصرية التي كان من أقوى أركانها، ومن أعظم بناتها: «إن الخلافات الحزبية والدينية لا تزال من الأسباب التي تعرقل تقدم البلاد من الوجهتين السياسية والاجتماعية. وهناك عيب خطير في الناحية الاجتماعية، وهو أننا نترسم خطا الغربيين في الحسن والقبيح على السواء، ونقلد المدنية الغربية تقليدا أعمى، فبينما ننادي ونتمسك بالاستقلال السياسي، نفرط كل التفريط في استقلالنا الاجتماعي، بل في استقلالنا القومي.»

المرأة والمحاماة

وكان لسموه رأي في تعليم الفتاة المصرية واشتراكها في الأعمال الحرة؛ فهو يرى أن من أوجب الواجبات أن تتعلم كل ما يمكنها أن تتعلمه من أنواع العلوم والآداب، ولكن في مقدمة ذلك كله تهذيبها وتعليمها ذلك التعليم الذي يؤهلها لأن تكون زوجة صالحة. ثم يلي هذا أن تتعلم ما لا بد منه للنساء، وأن تعرف بعض الصنائع وما يدخل في باب جمال الحياة وزينتها؛ فتكون معلمة أو طبيبة أو قابلة أو مربية أو ناسجة أو خائطة أو موسيقية أو كاتبة أو شاعرة. أما اشتغالها بالمهن البعيدة عن وظيفتها كالمحاماة والهندسة، فكان لا يرى ذلك من الوجهة العملية، وإن كان لا يرفضه من الوجهة الثقافية.

وزارة الشئون الاجتماعية

صفحة غير معروفة