فقال الخوري: ه ء ... أنت كسرواني، عرفتك من لهجتك.
فقال وكيل الوقف: خوري بطرس! ما لك وما لضيعته! الحبيس لجميع المؤمنين. وخاطب الحبيس قائلا: يا محترم أرجو منك أن تقدس لنا يوم العيد، فأهل الضيعة جميعا يلتمسون بركتك ودعاك، لا يحق لك أن ترفض دعوة ربانية لوجه الله، ربما كان بين الناس رجل ما اعترف ولا تناول منذ سنين، يلهمه ربه بوجودك فيعترف ويتوب على يدك.
فقال خوري الرعية، وهو بين ضاحك وعابس: يعني أنهم يعترفون له ولا يعترفون لي؟
فقال وكيل الوقف: أقصد يا معلمي ، أن غرباء كثيرين يحضرون العيد، أشكال وألوان، ومع ذلك كثيرون لا يعترفون لك؛ لأنك تعرفهم ...
ابنك، مثلا، لا يعترف لك، الإنسان إنسان، يستحي حتى في كرسي الاعتراف.
فسكت الخوري وهو يقول: طيب طيب، الحق معك ...
وكان الحبيس مطرقا، فيظن الناظر إليه أنه يتأمل لحيته، مع أنه كان يتخيل لحية الأمير بشير الذي عاد مظفرا فشرد خصومه.
وطال السكوت فقال وكيل الوقف: وعدتنا يا محترم؟
11 - نعم يا ابني، ولكن أنتم مغشوشون بقداستي، أنا أحقر عبيد الله. أنا عبد خاطي.
فضحك وكيل الوقف وقال وهو يتهيأ لتقبيل يد الحبيس: ليت كل الخاطئين مثل حضرتك.
صفحة غير معروفة