فقالت عبادة: «إنك أنقذتنا من الموت، جزاك الله خيرا و...»
وقطعت ميمونة كلام جدتها فقالت: «وأين بهزاد الآن؟»
قال: «في بغداد أو حولها.»
فصاحت: «في بغداد؟ ألا يأتي إلينا؟»
قال: «وهل تظنين أن ظهوره سهل؟ إنه لا يظهر إلا إذا آن الأوان. وقد تغيرت أحوال بغداد منذ وطئ ترابها؛ لأن الأحزاب السرية عادت إلى عملها بإرشاده، فكثرت العثرات في طريق هذا الغلام القابض على قضيب الخلافة.»
فقالت: «بورك فيك يا سلمان، لله ما أكرم نفسك! بهزاد أتى من خراسان؟ هل رأيته؟» قال: «نعم، رأيته وحادثته.»
قالت: «وأين شاهدته وكيف؟» قال: «لنا مكان نلتقي فيه لا يعرفه أحد سوانا.»
قالت وقد أشرق وجهها: «إذن هو هنا وسنراه؟ ومتى يكون ذلك؟»
قال: «لكل شيء وقت، لا تكوني لجوجة.»
قالت: «حسنا، كما تشاء، والآن ما الذي ترى أن نصنع؟»
صفحة غير معروفة