وقد جئتك يا فتى الغرب رفيقا.
فكن صبورا إذا كنت لا تحسن السكون.
إني مثقل أحمالا لا تراها العين التي ترى الأقطان، وتشتهي الثروة والجاه، ولو رأت عيناك بعض ما أنا حامل لخررت ساجدا، ولرحت شاهدا.
وفي جيوبي أيضا وفي يدي أشياء من حقول النفس ومن جبالها، وأشياء من أغوار الحياة.
أشياء ترضي الله، وترضي الإنسان، وأشياء لا ترضي لا الإنسان ولا الله، منها ما أود نبذه لو استطعت ذلك دون أن أضر بجاري صاحب الجنود والمدرعات، ومنها ما أود إخفاءه لو أني لا أستحي من نفسي الباصرة.
ومنها ما أود إصلاحه، لو كان لصناع هذا الزمان ضمير يشفع باليد الرجفة، والبصر الكليل.
وهناك أشياء - يا فتى الغرب - لك فيها الحبور والسعادة، عندي ما يسكن نفسك المضطربة وينعشها، عندي ما يشفي ما في قلبك من أمراض التمدين، عندي ما يبعث فيك عدلا يتجاوز استياءك، وحرمة لما يقدسه سواك.
عندي ما يقيدك، رجلا ويدا؛ لتهدأ وتستريح، فترى الكون إذ ذاك والعقل منك مطلق، والقلب مطمئن، وتتأمل كذلك أسرار الوجود.
3
أنا الشرق!
صفحة غير معروفة