قال: أما الآن عند زيارتي مصر للمرة الثانية، فقد ألفيت الأمة المصرية بأسرها من رجال ونساء تطالب باستقلالها، وعلى رأسها أبو الشعب الذي له في كل قلب منبر؛ ألا وهو صاحب المعالي زغلول باشا.
وهنا اهتز المكان بالتصفيق والهتاف المتواصلين، ولما ساد السكون شرع في تلاوة قصيدة منثورة على الحاضرين عن «الشرق»، فقابلها السامعون بالإصغاء التام، ولما فرغ من تلاوتها دوى المكان بالتصفيق والهتاف للمحتفل به ولمعالي سعد باشا.
ثم أعلن انتهاء هذه الحفلة الشائقة - وكانت الساعة السادسة والربع - فخرج الحاضرون - وكانوا مئات - وهم يتحدثون بمحاسن حفلتهم وما سمعوا فيها من غرر اللفظ، ودرر المعنى، متمنين أن تكثر هذه الحفلات المفيدة.
ولا مراء أن هذه الحفلات المتوالية جاءت مؤيدة لما هو مشهور في الشرق والغرب عن الكرم المصري، ولما بات معلوما؛ وهو أن جامعة اللغة أقوى الجامعات كلها. (5-1) قصيدة عبد الحليم أفندي المصري
طار خلف البحار صوت عريني
مطار الزئير من خفان
مثلما جلجلت زمازم للرع
د ولكن وقعه كالأغاني
وادق بالنهى يلث على الرو
ح حياة كالعارض الهتان
صفحة غير معروفة