الأمالي
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
بيروت
إِلَى كَاتب الْمهْدي بإنفاذ الشَّاعِر إِلَيْهِ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل لَهُ قد شخص إِلَى مَدِينَة السَّلَام، فَكتب إِلَى الْمَنْصُور بِخَبَرِهِ فأنفذ الْمَنْصُور قائدًا من قواده إِلَى النهروان يتصفح وُجُوه النَّاس حَتَّى وَقع بِيَدِهِ المؤمل فَأتى بِهِ الْمَنْصُور فَقَالَ لَهُ أتيت غُلَاما فخدعته قَالَ نعم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أتيت غُلَاما غرا كَرِيمًا فخدعته فانخدع لي فَكَأَن ذَلِك أعجبه فَقَالَ لَهُ أَنْشدني مَا قلت فِيهِ فأنشده:
هُوَ الْمهْدي إِلَّا أَن فِيهِ ... مشابه صُورَة الْقَمَر الْمُنِير
تشابه ذَا وَذَا فهما إِذا مَا ... أنارا مشكلان على الْبَصِير
فَهَذَا فِي الظلام سراج نَار ... وَهَذَا فِي النَّهَار سراج نور
وَلَكِن فضل الرَّحْمَن هَذَا ... على ذَا بالمنابر والسرير
وبالملك الْعَزِيز فَذا أَمِير ... وماذا بالأمير وَلَا الْوَزير
وَنقص الشَّهْر يخمد ذَا وَهَذَا ... مُنِير عِنْد نُقْصَان الشُّهُور
فيا ابْن خَليفَة اللَّه الْمُصَفّى ... بِهِ تعلى مفاخرة الفخور
لَئِن فت الْمُلُوك وَقد توافوا ... إِلَيْك من السهولة والوعور
لقد سبق الْمُلُوك أَبوك حَتَّى ... بقوا من بَين كاب أَو حسير
وَجئْت وَرَاءه تجْرِي حثيثا ... وَمَا بك حِين تجْرِي من فتور
فَقَالَ النَّاس مَا هَذَانِ إِلَّا ... بِمَنْزِلَة الخليق من الجدير
1 / 95