الأمالي
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
دار الجيل
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
مكان النشر
بيروت
وَقَدْ تَزَيَّنَتْ، فَقَالَ مَا هَذَا؟ قَالَتْ خِفْتُ أَنْ أَتَزَيَّنَ وَأَتَصَنَّعَ فَيَقُولَ النِّسَاءُ تَجَمَّلَتْ فَلَمْ تَرَ عِنْدَهُ شَيْئًا، فَأَمَّا وَقَدْ جَاءَ هَذَا فَلا أُبَالِي. فلمَّا مَاتَ الْحَسَنُ جَزِعَتْ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا. فَقَالَ أَبوهَا منظورٌ:
نُبِّئْتُ خَوْلَةَ أَمْسِ قَدْ جزعت ... من أَنْ تَنُوبَ نَوَائِبُ الدَّهْرِ
لَا تَجْزَعِي يَا خَوْلُ وَاصْطَبِرِي ... إنَّ الْكِرَام بنوا على الصَّبْر
" أخبرنَا ": عَبْد اللَّه بْن مالكٍ قَالَ أخبرنَا الزبير بْن بكارٍ عَن عَمه قَالَ: مَاتَ لعَلي بن عبد الله ابنٌ فجزع عَلَيْهِ جزعا شَدِيدا، وَامْتنع من الطَّعَام وَالشرَاب ثَلَاثًا وحجب عَنهُ النَّاس، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الرَّابِع خرج كَاتبه إِلَى الْحَاجِب وَقَالَ ائْذَنْ للنَّاس، فَقَالَ إِنَّه قد مَنَعَنِي من ذَلِك، قَالَ ائْذَنْ لَهُم. فَأذن لَهُم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَقعد الْكَاتِب فِي طريقهم وَقَالَ لَهُم، عزوا الْأَمِير وَسَلُوهُ، فَفَعَلُوا فَلم يَسلهُ شيءٌ من قَوْلهم، حتي دخل عَلَيْهِ عَمْرو بْن حفْصٍ فَقَالَ: أصلح اللَّه الْأَمِير، عَلَيْكُم نزل الْكتاب فَأنْتم أعرف بتأويله، ومنكم رَسُول ﷺ فَأنْتم أعلم بسنته، ولسنا نعلمك شَيْئا نرَاك تجهله، ولكنَّا نذكرك. وَهَذِه أبياتٌ قَالَهَا بعض من أَصَابَهُ مثل مَا أَصَابَك:
1 / 8