أمالي السيد المرتضى *

الشريف المرتضى ت. 436 هجري
62

أمالي السيد المرتضى *

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي وشركاه)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٧٣ هـ - ١٩٥٤ م

وقال عدىّ بن زيد العبادىّ (١): أيّها القلب تعلّل بددن ... إنّ همّى فى سماع وأذن (٢) والأذن هو السّماع، وإنما حسّن (٣) تكرير المعنى اختلاف اللفظ. وللعرب فى هذا مذهب معروف، ومثله: * وهند أتى من دونها النّأى والبعد* فأما الدّدن فهو اللهو/ واللعب، وفيه لغات ثلاث: دد على مثال دم، وددا على مثال فتى، وددن على مثال حزن؛ ومنه قول النبي ﵇: «ما أنا من دد ولا الدّد منّي (٤)». فإن قيل: كيف يحمل قوله: «لا يأذن الله لشيء كإذنه لكذا وكذا» على معنى الإسماع، وهو تعالى سامع لكلّ شيء مسموع، فأىّ معنى للاختصاص؟ قلنا: ليس المراد هاهنا بالإسماع مجرد الإدراك، وإنما المراد به القبول، فكأنّه ﵇ قال: إنّ الله تعالى لا يتقبّل أو يثيب على شيء من أهل الأرض كتقبّله وثوابه على كذا وكذا، ومن هذا قولهم: هذا كلام لا أسمعه، وخاطبت فلانا بكلام فلم يسمعه (٥)، وإنما يريد نفى القبول لا الإدراك، والبيت الّذي أنشدناه يشهد بذلك، لأنه قال: * وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا* ونحن نعلم أنّهم يستمعون الذّكر بالخير والشر معا من حيث الإدراك؛ فوجه الاختصاص ما ذكرناه.

(١) حاشية ت: «العباد قوم كانوا يخدمون النعمان فسماهم العباد وكان عدى هذا منهم»؛ وحاشية ف: «قوم اقتطعهم النعمان بخدمته؛ فكان يقال لهم عباد النعمان، فنسب عدى إليهم، «وكان نصرانيا». (٢) حاشية الأصل: «البعد أقرب من النأى». (٣) ش، ف: «وإنما حسن تكرير المعنى لاختلاف اللفظ». (٤) فى حاشيتى الأصل، ف: «قوله ﵇: «منيه» هذه الهاء للاستراحة، وهى تدل على تأكد امتناعه من اللهو». وفى ج، وحاشيتى ت، ف (من نسخة): «منى». (٥) فى حاشيتى ت، ف: «ومن هذا الباب قوله: دعوت الله حتى خفت ألا يكون الله يسمع ما أقول؛ أى يجيب».

1 / 33