الوفية باختصار الألفية
محقق
حمزة مصطفى حسن أبو توهة
الناشر
مؤسسة «عِلْم» لإحياء التراث والخدمات الرقمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠١٩ م - ١٤٤٠ هـ
تصانيف
ذكرها، وبكونها أوضح عبارة من عبارة الألفية، فهذه ثلاثة أمور فاقتها بها، والتنبيه على ذلك في النظم أحسن من السكوت عنه" (^١).
ومما لا بد منه أن نربط بين الفريدة وبين الوفية؛ إذ كان منبعهما واحد، وهو ألفية ابن مالك، ومن خلال المقارنة وجدنا أن مقدار التشابه بين النظمين الفريدة والوفية كبير، ولا شيء أدل على ذلك أكثر من أن نورد بعض الأمثلة للتمثيل لا الحصر.
وقبل التمثيل من الضروري أن نحدد أي المنظومتين كانت أسبق، الفريدة أم الوفية.
وبالرجوع إلى أواخر المنظومتين نجد أن الوفية نُظمت عام ٨٦٩ هـ، والفريدة نظمت عام ٨٨٥ هـ، قال في خاتمة الوفية (^٢):
خَتَمْتُهَا فِي ظَهْرِ بَحْرِ القَلْزَمِ ... مُسَافِرًا لِلبَلَدِ المُحَرَّمِ
وَفِي رَبِيعٍ لَاحَ زَهْرُ نَظْمِهَا ... وَفِي جُمَادَى فَاحَ مِسْكُ خَتْمِهَا
مِنْ عَامِ تِسْعَةٍ وَسِتِّينَ التِي ... بَعْدَ ثَمَانِمِئَةٍ لِلهِجْرَةِ
وقال -رحمه الله تعالى- في خاتمة الفريدة (^٣):
نَظَمْتُهَا نَظْمًا بَدِيعَ النَّهْجَةِ ... سَهْلًا وَوَافَى الخَتْمُ فِي ذِي الحِجَّةِ
مِنْ عَامِ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ التِي ... بَعْدَ ثَمَانِمِئَةٍ لِلهِجْرَة
فيظهر من هذا أن استفاد من الوفية في نظم الفريدة.
_________
(^١) انظر: المطالع السعيدة ١\ ٨٠.
(^٢) انظر: الفريدة ٨٩\ب
(^٣) انظر: الفريدة: ٧٤.
1 / 25