قلت: سكوتا! لا ينبغي لك أن تتكلم.
فجعل يرعش ألما وهو يقول: أنا نازل على ما تشائين! أفطاردتي أنت من رحمتك؟
وكنت أعلم أن ذلك كان أكبر واجبي، فقد هتفت بي الحكمة وناداني الضمير أن افعلي ولا تترددي، ولكني كنت مثله راعشة راعدة أخشى أن أفقده فتذهب عني فرحة الإحساس بحبه لي وإعجابه بي.
وعاد يقول وهو يقبل ذوائبي: أنت لا تريدين مني أن أذهب؟
قلت: كلا! ولكن اكفف عن هذا.
قال: لتكن مشيئتك، فهل تبيحين لي جدائل شعرك أغمرها قبلا؟
قال: إنني على القبلة في لهف!
قلت: نعم، لك هذا فحسب.
وكنت لا أزال راعشة النفس عندما ذهب ، فقد كدت أواقع المحظور، وأخترق السياج.
وظل يجيء تباعا، وفي كل يوم نتمادى قليلا، ففي المجلس تظل يدي أبدا في يده، وكان أكثر مجلسه يهوي عليها تقبيلا، ثم يعمد إلى جدائلي فيقبلها، وإلى ثوبي وإلى ذراعي العاريتين فيلثم ما شاء أن يلثم.
صفحة غير معروفة