التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف
الناشر
المكتبة الأزهرية للتراث
رقم الإصدار
الأولى
تصانيف
فيقرعه الحجة بالحجة، ويأخذ بيديه إلى الحق والحقيقة من أقرب طريق، قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾ .
القيم التشريعية والخلقية في الحديث الشريف:
١- تحذير النبي ﷺ لأمته من المنافقين، فهم أخطر النماذج البشرية من الفاسقين والمشركين وأعداء الإسلام، لذلك توعدهم الله ﷿ بأشد أنواع العذاب: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا﴾ .
٢- لا يخشى على المسلم من المؤمنين لأن المؤمن لا يؤذي أحدًا، ولأن إيمانه يمنعه من ذلك، فهو أمين يتقي الله ويخشاه، ويخاف عذابه "لا إيمان لمن لا أمانة له"، "لا يؤمن أحد حتى يأمن جاره بوائقه".
٣- كما أنه ﷺ لا يخشى على المسلمين من المشركين بالله ﷿؛ لأن الله ﷾ تكفل بخزيهم وقمعهم؛ إنما يمهلهم ليأخذهم أخذ عزيز مقتدر، ولن يفلتوا من عذابه لا في الدنيا ولا في الآخرة.
٤- حدد النبي ﷺ صفات المنافقين حتى يحذرهم المسلمون، ووضح علامات النفاق ليفطنوا إليها، فيحذروهم، من هذه العلامات أن المنافق يظهر ما لا يخفيه، فتختلف أقواله وأفعاله عما يسره في قلبه، متخذًا في ذلك بيانًا خلابًا في بلاغة القول، وفنون الأحاديث وأساليب الخداع والدهاء؛ فيخدعهم بما يعرفون؛ لكنه يفعل ما ينكرون.
٥- بالإضافة إلى ما ذكر في التصوير النبوي من الحديث الشريف.
1 / 32