الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
الناشر
دار الهدي النبوي،مصر / المنصورة،ودار الففضيلة،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ذلك كما في الصحيحين وغيرهما من حديث خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري –﵁ قال كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة فجلنا لا نصعد شرفا ولا نعلو شرفا ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير قال فدنا منا رسول الله ﷺ فقال أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا بصيرا. هذا لفظ البخاري. وفي رواية لهما عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي موسى – ﵁ قال لما غزا رسول الله ﷺ خيبر أو قال لما توجه رسول الله ﷺ ارشرفوا على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله ﷺ اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبا وهو معكم. هذا لفظ البخاري (١) . وإذا كان النبي ﷺ قد أنكر على الذين رفعوا أصواتهم بالتكبير والتهليل وهم في الفضاء فالإنكار على المتجاوبين بذلك بالأصوات العالية في المسجد الحرام أولى لأنهم قد ضموا إلى رفع الأصوات به بدعة وهي اجتماع الجماعة على إيقاعه بأصوات متطابقة كما يفعله المغنون. وضموا إلى ذلك أيضا تطريبا وتشويشا على الحاضرين وكل من هذه الأفعال غير جائز. وفي الصحيحين وسنن أبي داود وابن ماجه عن عائشة –﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (٢) . وفي رواية لأحمد
١- متفق عليه رواه البخاري رقم (١٨٣٠) ٣/ ١٠٩١، ومسلم رقم (١٧٠٤) ٤/ ٢٠٧٧. ٢- متفق عليه رواه البخاري رقم (٢٥٥٠) ٢/ ٩٥٩، ومسلم رقم (١٧١٨) ٣/١٣٤٣.
1 / 88