التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

بسمة بنت عبد الله الكنهل ت. غير معلوم
68

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

تصانيف

والحثّ كالإغراء (١)، والإغراء أمر". (٢). قال الزّجاج: "وزعمَ بعض النحويين أن قوله: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ جوابه ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ﴾، وهذا خطأٌ لأنه ليست بالدلالة تَجب المغفرة إِنما تجب المغفرة بقبولهم ما يُؤَدي إِليهم النبي ﷺ، ولكن ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ جواب ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ﴾ (٣). ٢ - إيضاح لفظ أو معنى كلام سابق (٤): بأن يرد في الآية لفظٌ أو معنى مبهم، ثم يأتي بعده ما يكون تفسيرًا موضحًا له. مثال إيضاح اللفظ: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾ (٥). المبيَّن: ﴿هَلُوعًا﴾. البيان المتَّصل: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾. المعنى الإجمالي للآيات: أن الله خلق الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره، ثم تعبَّده بإنفاق ما يحب والصّبر على ما يكره (٦).

(١) الإغراء: "هو أمر المخاطب بلزوم ما يحمد به". شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٣/ ٣٠١). (٢) مفاتيح الغيب (٢٩/ ٥٣١). (٣) معاني القرآن وإعرابه (١/ ٢٦٦). (٤) وكثير من هذا النوع يأتي باستخدام أسلوب الاستفهام نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)﴾ [سورة الهمزة: ٥]، وقوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣)﴾ [سورة الحاقة: ٣]. (٥) سورة المعارج: ١٩ - ٢١. (٦) معالم التنزيل (٥/ ١٥٣).

1 / 67