التباريح في صلاة التراويح
الناشر
مركز النخب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
مكان النشر
مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.
تصانيف
وفي الحديث الذي رواه أبو موسى مرفوعًا: «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا» (^١)، والإفراط في رفع الصوت بالدعاء، بالإضافة إلى مخالفته للسنة، هو مجلبةٌ للرياء، وينافي لب الصلاة من الانكسار لله والذل بين يديه.
ومن التكلف أيضًا: المبالغة في رفع الصوت بالبكاء (^٢)، وتكلف ذلك أحيانًا، والمشروع للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي ﷺ أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه، كما قد يكون من بعضهم، فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أن بعضهم يبكون بنحيب وعويل، بل كان ﷺ يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل (^٣)؛ أي: كغلي القدر.
قال ابن القيم ﵀ عن هديه ﷺ في البكاء: «وأما بكاؤه ﷺ فكان من جنس ضحكه، لم يكن بشهيق ورفع صوت» (^٤).
(^١) أخرجه البخاري (٣/ ١٠٩١) رقم (٢٨٣٠)، ومسلم (٤/ ٢٠٧٦) رقم (٢٧٠٤). (^٢) والفرق بين هذه الصورة وسابقتها أن تلك في رفع الصوت بالدعاء، وهذه في رفع الصوت بالبكاء. (^٣) أخرجه أبو داود (١/ ٣٠٠) رقم (٩٠٤)، والنسائي (٣/ ١٣) رقم (١٢١٤)، واللفظ له، وفي رواية أبي داود: «كَأَزِيزِ الرَّحَى»، وإسناده صحيح. (^٤) زاد المعاد (١/ ١٧٥).
1 / 107