التعليقات السنية على العقيدة الواسطية
الناشر
دار الأماجد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
الناشر المتميز
تصانيف
يكون من أهل الإحسان.
فإذا قلنا: إن العقيدة أمر يُعنى بالباطن، فالسؤال الذي يفرض نفسه ما هو الباطن؟
والجواب: أن الباطن هو مجموع أمرين: أمر الفكر والنَّظر. وأمر الإرادة والعمل.
ونحن لو تأملنا في عِدَّة نصوص من كتاب الله ﷿ وسنة نبيه ﷺ؛ لأرشدتنا إلى مفهوم هذا الباطن؛ وذلك كقول الله ﷿ في تزكيته لنبيه ﷺ حيث قال: ﴿ما ضَلَّ صاحبكم وما غوى﴾؛ فقد زَكَّاه الله ﷾ في جانبين، وكذا تزكية النبي ﷺ للخلفاء من بعده؛ كقوله: «عَليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» (^١).
قال الراغب الأصفهاني: «والرُّشد: خلاف الغَي، يستعمل استعمال الهداية؛ يقال: رَشَدَ يَرْشُدُ، ورَشِدَ يَرْشَدُ؛ قال: ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: ١٨٦]، وقال: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ﴾ [البقرة: ٢٥٦]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا﴾ [النساء: ٦]، ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [الأنبياء: ٥١]، وبين الرُّشدين- أعني: الرُّشد المؤنس من اليتيم، والرُّشد الذي أوتي إبراهيم ﵇ بونٌ بعيدٌ» (^٢).
وإذا ما جمعنا بين الآية والحديث نجد أن لكل لفظ ما يقابله؛ فالرشد ضد الغواية، والهدى ضده الضلال، فإذًا أخبر الله تعالى بكمال الهدى والرشد للنبي ﷺ، وزكى النبي ﷺ الخلفاء وأخبر بأنهم راشدون مهديون.
(^١) أخرجه الترمذي (٢٦٧٦)، وأبو داود (٤٦٠٧)، والدارمي (٩٦) من العرباض بن سارية؟، وصححه الألباني في «الصحيحة» (٩٣٧). (^٢) «المفردات في غريب القرآن» (ص ٣٥٤).
1 / 8