السؤال في القرآن الكريم وأثره في التربية والتعليم
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون-العدد ١١١
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م.
تصانيف
١- فقد استخدم نبي الله موسى ﵇ السؤال ليعرف مكان الخضر ﵇ ويتعلم منه، روى الإمام البخاري عن ابن عباس ﵄ أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فمرّ بهما أُبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله ﷺ يذكر شأنه؟ فقال أُبي: نعم سمعت النبي ﷺ يذكر شأنه يقول: "بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: أتعلم أحدًا أعلم منك؟ فقال موسى: لا فأوحى الله ﷿ إلى موسى: بلى عبدنا خضر. فسأل السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه ... الحديث"١.
٢- كما استخدم ﵇ السؤال في اتباعه الخضر والتعلم منه، قال تعالى: ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا﴾ ٢ قال الإمام القرطبي في تفسير الآية: "هذا سؤال الملاطف المستنزل المبالغ في حسن الأدب، والمعنى هل يتفق لك ويخف عليك"٣. وقد استخدم نبي الله موسى ﵇ السؤال هنا لتحقيق أغراض منها: الاتباع، والتعلم الراشد.
٣- إن طلب الخضر من نبي الله موسى أن لا يسأله عن شيء حتى يبينه له، يدل على أن السؤال من الوسائل الأولية والهامة لمعرفة أسباب القيام ببعض الأمور التي لا يرى لها حكمًا ظاهرة، فيكون السؤال من أهم أسباب اجتلاء كنهها، ومعرفة أسرارها وخفاياها.
_________
١ فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ١/١٧٣- ١٧٤. كتاب العلم: باب الخروج في طلب العلم: ح٧٨.
٢ سورة الكهف: آية: ٦٦.
٣ تفسير القرطبي: م:٦، ج: ١١، ص: ١٧.
1 / 267