السؤال في القرآن الكريم وأثره في التربية والتعليم
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون-العدد ١١١
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م.
تصانيف
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "سلوني"، فجاء رجل فجلس عند ركبتيه، فقال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: "لا تشرك بالله شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان ... الحديث" ١.
ويؤخذ من هذا الحديث فوائد تربوية من أهمها:
أ) - مشروعية ترغيب المتعلمين في أن يكونوا هم السائلين، ليكون التعليم مبنيًا على رغبتهم، وليكون أشدّ وقعًا في نفوسهم.
ب) - إجراء حوار أمام المتعلمين ليتابعوا الحوار، ويتعلموا منه أمور دينهم٢.
وهذه الطريقة ربما كانت مقصودة بدليل قوله ﷺ في الحديث المتقدم: "هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا" ٣.
٣- وقد كانت طريقة السؤال تروق أصحاب النبي ﷺ، عن أنس بن مالك ﵁، قال: "نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ عن شيء، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع ... الحديث"٤.
٤- وقد استخدم أسلوب السؤال في السنة استخدامات كثيرة ومتنوعة منها ما يلي:
- تعليم المسلمين أمور دينهم، كما في حديث جبريل المشار إليه آنفًا.
- لفت أنظار المسلمين إلى بعض الأفعال التي يؤدي الوقوع فيها إلى سوء العاقبة والتي لا ينفع معها القيام بأعمال صالحة، كقوله ﷺ: "أتدرون ما المفلس؟ ....الحديث" ٥.
_________
١ صحيح مسلم: ١/٤٠، كتاب الإيمان، باب ١، ح: ٧.
٢ عبد الرحمن النحلاوي: أصول التربية الإسلامية؛ ص:٢٠٦.
٣ صحيح مسلم: ١/٤٠، باب: ٢، ح: ١٠.
٤ المرجع السابق: ١/٤١: باب ٣ ح ١٢
٥ صحيح مسلم: ٤/١٩٩٧، كتاب البر والصلة والآداب: باب: ١٥، ح: ٥٩.
1 / 262