الصراط
في رأي الكيالي
والصراط
في المنظور القرآني والنبوي
بقلم
محمد أيمن تيسير المراياتي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي هدانا صراطًا مستقيمًا، وحبانا دينًا قويمًا، ووهبنا كتابًا كريمًا، وسنَّة طاهرةً مطهرة فصَّلت ما أُجمل في قرآننا. والصلاة والسلام على مَن قال: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ .. (١)» وقوله ﷺ: " أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا (٢) عَلَى أَرِيكَتِهِ"كناية عن البلادة وسوء الفهم الناشئ من الشبع وكثرة الأكل، أو من الحماقة اللازمة للتنعم والغرور بالمال والجاه .. اللهم افتح لنا فتحا مبينًا، واهدنا صراطًا مستقيمًا، وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه. وبعد: ذاع منذ فترة وجيزة صيت شخصيات إسلامية جديدة عبر الفضائيات وعبر برامج التواصل الاجتماعي؛ تدَّعي فهمًا جديدًا لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ؛ وذلك من خلال التأويلات والتفسيرات العجيبه للآيات الكونية وغيرها، مدَّعين أنها تستند في مصادرها إلى نصوص من القرآن أو من السنة المطهرة أو من اللغة العربية الفصيحة، ولكن كل ذلك بشكل مريب غريب فيه ليٌّ لأعناق النصوص الشرعية، وتفسيرها بما يتوافق مع أهوائهم ومعتقداتهم وما يصبون إليه من خلال تلك التفسيرات أو التأويلات أو الاستنتاجات، وهم بذلك لا يفرقون بين الوهم واليقين أو بين الوهم والشك أو بين الشك واليقين، فيعطون الأوهام حكم المعلومات ويتعاملون معها على هذا الأساس؛ فيجعلون الأوهام أو الشكوك أو الظنون مقدمات يقينية في زعمهم ويبنون عليها نتائج جازمة حاسمة لا تحتمل غيرها، وربما تأثر العوام بهم لعدم قدرتهم على تمييز الغث من السمين، والتأويل المقبول من المردود. ومن هذه الشخصيات التي كثر الجدل حولها أو حول أفكارها "د. علي منصور كيالي" وهو مهندس معماري اهتمَّ -كما يقول- بدراسة القرآن وفهمه واستنباط بعض حقائقه المغيبة التي لم يسبق إليها أحد غيره .. !! ولسنا هنا بصدد الحديث عن شخصيته ومبلغ علمه أو دراسته أو تخصصه؛ إنما حديثنا عنه سيكون عن بعض الافتراءات التي توصَّل إليها من خلال فهمه السّقيم للغة العربية، ومن ثم القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن أشهر ما عُرف به "د. الكيالي" تبنِّيه لقضايا شرعية خطيرة صادم بتأويلها النصوص القرآنية والنبوية والتي منها: ١ - إنكار وجود الصراط "جسر جهنم". ٢ - نفيه لعذاب القبر وأنه خرافة لا حقيقة. ٣ - إنكار وجود قوم يأجوج ومأجوج وخروجهم قبيل الساعة. ٤ - زعمه أن الحور العين هم دليل سياحي لأهل الجنة، وليسو بزوجات. ٥ - إنكار تعدد الزوجات. إلى غير ذلك مما يطول ذكره من طاماته، ويعنينا في هذه الورقات بيان الشبهة الأولى التي أثارها، وهي أنه لا وجود للصراط الذي على جسر جهنم، ضاربًا عُرض الحائط آيات في كتاب الله، وأحاديث صحيحة متعددة بلغت مبلغ التواتر المعنوي، وسنأتي على بيان ذلك مفصلًا .. _________ (١) بهذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد ٢٨/ ٤١١ بسند صحيح كما قال محقق المسند. (٢) هكذا بالتنوين في مسند الإمام أحمد والدارمي ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي هدانا صراطًا مستقيمًا، وحبانا دينًا قويمًا، ووهبنا كتابًا كريمًا، وسنَّة طاهرةً مطهرة فصَّلت ما أُجمل في قرآننا. والصلاة والسلام على مَن قال: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ .. (١)» وقوله ﷺ: " أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا (٢) عَلَى أَرِيكَتِهِ"كناية عن البلادة وسوء الفهم الناشئ من الشبع وكثرة الأكل، أو من الحماقة اللازمة للتنعم والغرور بالمال والجاه .. اللهم افتح لنا فتحا مبينًا، واهدنا صراطًا مستقيمًا، وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه. وبعد: ذاع منذ فترة وجيزة صيت شخصيات إسلامية جديدة عبر الفضائيات وعبر برامج التواصل الاجتماعي؛ تدَّعي فهمًا جديدًا لكتاب الله وسنة رسوله ﷺ؛ وذلك من خلال التأويلات والتفسيرات العجيبه للآيات الكونية وغيرها، مدَّعين أنها تستند في مصادرها إلى نصوص من القرآن أو من السنة المطهرة أو من اللغة العربية الفصيحة، ولكن كل ذلك بشكل مريب غريب فيه ليٌّ لأعناق النصوص الشرعية، وتفسيرها بما يتوافق مع أهوائهم ومعتقداتهم وما يصبون إليه من خلال تلك التفسيرات أو التأويلات أو الاستنتاجات، وهم بذلك لا يفرقون بين الوهم واليقين أو بين الوهم والشك أو بين الشك واليقين، فيعطون الأوهام حكم المعلومات ويتعاملون معها على هذا الأساس؛ فيجعلون الأوهام أو الشكوك أو الظنون مقدمات يقينية في زعمهم ويبنون عليها نتائج جازمة حاسمة لا تحتمل غيرها، وربما تأثر العوام بهم لعدم قدرتهم على تمييز الغث من السمين، والتأويل المقبول من المردود. ومن هذه الشخصيات التي كثر الجدل حولها أو حول أفكارها "د. علي منصور كيالي" وهو مهندس معماري اهتمَّ -كما يقول- بدراسة القرآن وفهمه واستنباط بعض حقائقه المغيبة التي لم يسبق إليها أحد غيره .. !! ولسنا هنا بصدد الحديث عن شخصيته ومبلغ علمه أو دراسته أو تخصصه؛ إنما حديثنا عنه سيكون عن بعض الافتراءات التي توصَّل إليها من خلال فهمه السّقيم للغة العربية، ومن ثم القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن أشهر ما عُرف به "د. الكيالي" تبنِّيه لقضايا شرعية خطيرة صادم بتأويلها النصوص القرآنية والنبوية والتي منها: ١ - إنكار وجود الصراط "جسر جهنم". ٢ - نفيه لعذاب القبر وأنه خرافة لا حقيقة. ٣ - إنكار وجود قوم يأجوج ومأجوج وخروجهم قبيل الساعة. ٤ - زعمه أن الحور العين هم دليل سياحي لأهل الجنة، وليسو بزوجات. ٥ - إنكار تعدد الزوجات. إلى غير ذلك مما يطول ذكره من طاماته، ويعنينا في هذه الورقات بيان الشبهة الأولى التي أثارها، وهي أنه لا وجود للصراط الذي على جسر جهنم، ضاربًا عُرض الحائط آيات في كتاب الله، وأحاديث صحيحة متعددة بلغت مبلغ التواتر المعنوي، وسنأتي على بيان ذلك مفصلًا .. _________ (١) بهذا اللفظ أخرجه الإمام أحمد ٢٨/ ٤١١ بسند صحيح كما قال محقق المسند. (٢) هكذا بالتنوين في مسند الإمام أحمد والدارمي ..
1 / 1