السنة النبوية وحي - شيخة بنت مفرج
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
سبيلًا قويمًا للمحافظة على الحديث النبوي، ويتضح هذا المنهج من احتياطهم في رواية الحديث، وفي تثبتهم في قبول الأخبار، هذا إلى جانب ما عرضناه من تمسكهم بالسنة وحضهم الناس على الاقتداء بالرسول ﷺ.
١ – احتياط الصحابة والتابعين في رواية الحديث:
احتاط الصحابة في رواية الحديث عن الرسول ﷺ خشية الوقوع في الخطأ، وخوفًا من أن يتسرب إلى السنة بعض التحريف، وهي المصدر الأول بعد القرآن الكريم، ولهذا اتبعوا كل سبيل يحفظ على الحديث نوره، فحملهم ورعهم وتقواهم على الاعتدال في الرواية عن الرسول ﷺ، حتى إن بعضهم آثر الإقلال منها خوفا من الوقوع في الخطأ والزّلل لا زهدًا فيه، واشتهر من بين الصحابة عمر بن الخطاب-﵁ بشدة إنكاره على من يكثر الحديث.
والتزم الصحابة هذا المنهج، فلم يرووا الأحاديث إلا حين الحاجة، وكانوا حين يروونها يتحرون الدقة في أدائها، وكثيرًا ما كان يقول بعضهم بعد رواية الحديث (نحو هذا، أو كما قال،أو شبيها بذلك) (١)
ونرى من الصحابة من تأخذه الرعدة، ويقشعر جلده، ويتغير لونه حين يروي شيئًا عن الرسول ﷺ، ورعًا واحتراما لحديثه ﵊.
_________
(١) كما في سنن ابن ماجه ١/١١، المقدمة باب التوقي في الحديث عن رسول الله ﷺ، ح ٢٣ و٢٤.
1 / 37